حادثة وفاة بسبب حقنة تخسيس غير آمنة
في حدث مؤسف هز مدينة سالفورد في بريطانيا، فقدت كارن ماكغونيغال، المرأة البالغة 53 عامًا، حياتها بعد تلقي حقنة تخسيس غير مرخصة في مركز تجميل محلي. كانت كارن تعاني من ضغوط نفسية شديدة عقب انفصالها عن شريكها، مما دفعها للبحث عن حلول سريعة لفقدان الوزن بناءً على اقتراحات من صديقاتها. في ذلك المركز، دُفعت كارن إلى تلقي الحقنة مقابل مبلغ زهيد قدره 20 جنيهًا إسترلينيًا، دون أي إشراف طبي أو فحوصات أساسية، مما أدى إلى كارثة غير متوقعة.
مخاطر العلاجات غير المنظمة
قبل وفاتها، بدأت كارن تشعر بآلام حادة وصعوبة في التنفس بعد أيام قليلة من الحقنة، مما استدعى نقلها إلى المستشفى على عجل. رغم جهود الفريق الطبي، دخلت في غيبوبة وتوفيت بعد يومين فقط. أظهرت التحاليل الطبية أن الحقنة كانت تحتوي على مادة “سيماغلوتايد”، وهي علاج فعال للتنحيف لكنه يتطلب وصفة طبية صريحة وإدارة تحت الإشراف الطبي المباشر. هذه الحادثة تبرز الخطر الذي يهدد الأفراد الذين يلجأون إلى العلاجات غير المرخصة، حيث يتم ترويجها غالبًا من خلال إعلانات مغرية تجذب المهتمين بفقدان الوزن السريع.
ابنتا كارن، اللتين فقدتا أمهما في ظروف مؤلمة، أعربتا عن غضبهما الشديد وطالبتا بتشديد الرقابة على بيع وتوزيع مثل هذه العقاقير غير القانونية. يرين أن الإعلانات المضللة والأسعار المنخفضة المغرية تلعب دورًا كبيرًا في جذب الأشخاص إلى هذه الخيارات الخطرة، مما يعرض حياتهم للخطر. في السياق نفسه، أعلنت شرطة مانشستر الكبرى عن القبض على شخصين على ذمة التحقيق بتهمة القتل غير العمد وتوريط الأفراد بمواد خاضعة للرقابة. التحقيقات الجارية تهدف إلى كشف كافة التفاصيل حول الحادثة، بما في ذلك مصادر المواد المستخدمة وأساليب التسويق غير القانونية.
تعد هذه الحالات تحذيرًا واضحًا للجميع حول مخاطر الاعتماد على الإجراءات غير الآمنة لتحقيق أهداف التنحيف، حيث أن البحث عن حلول سريعة قد يؤدي إلى عواقب خطيرة تهدد الحياة. في مجتمعات متعددة، يزداد انتشار مثل هذه الممارسات غير المنظمة، خاصة مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تعزز صورًا مثالية غير واقعية للجسم. من الضروري أن يتخذ الأفراد قراراتهم بناءً على نصائح طبية متخصصة، مع تجنب أي إجراءات غير معتمدة، لتجنب تكرار حوادث مشابهة. كما أن تعزيز التوعية بأهمية الرقابة الرسمية يمكن أن يساهم في الحد من انتشار هذه الممارسات، ويشجع على اللجوء إلى الخيارات الآمنة والمصادق عليها علميًا. في نهاية المطاف، يجب أن يكون التركيز على الصحة العامة والوقاية من المخاطر الناتجة عن سوء استخدام العلاجات، لضمان حماية الأفراد من مخاطر غير محسوبة.

تعليقات