اكتشاف مثير: امرأة بريطانية عثر عليها ميتة بعد مرور عام، وكان رفيقها الوحيد الذكاء الاصطناعي!

عثر على جثة الشابة البريطانية شارلوت ليدر، البالغة من العمر 23 عامًا، في شقتها بمانشستر بعد مرور حوالي عام على وفاتها، مما خلق ذهولًا واسعًا في المجتمع. كانت حياتها مليئة بالعزلة الشديدة، حيث كشفت التحقيقات أن آخر تفاعلاتها كانت مع برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT، في حين فشلت محاولات الاتصال بها من قبل العائلة والسلطات.

وفاة الشابة البريطانية في ظل العزلة

أكدت التحقيقات التي أجريت في محكمة كورونر بولتون أن الوفاة حدثت في صيف عام 2024، مع وجود مؤشرات واضحة على انقطاع تام عن العالم الخارجي، مثل المواد الغذائية المنتهية الصلاحية والرسائل البريدية المتراكمة. كانت شارلوت تعاني من ظروف نفسية صعبة، حيث أظهرت البيانات الرقمية على جهازها محادثة أخيرة مع الذكاء الاصطناعي في 30 يوليو، قالت فيها: “لقد ذهبت واشتريت طعامًا مرة أخرى”، فرد البرنامج: “يبدو أنك تشعرين بتضارب بشأن تناول الطعام”. هذا التفاعل يبرز كيف أصبحت التكنولوجيا الرقمية الوسيلة الوحيدة للاتصال بالعالم بالنسبة لها، في ظل غياب أي تواصل مع أشخاص حقيقيين، كما أشار المفتش بول كوين. وفقًا للتقارير، كانت منعزلة تمامًا عن محيطها منذ عامين على الأقل، رغم محاولات عائلتها المتكررة للتواصل منذ عام 2021. أكدت والدتها، شانتاي سيم، أن شارلوت انسحبت تدريجيًا من الجميع ورفضت أي مساعدة.

آثار الانسحاب النفسي

شهدت الجلسات القضائية تفاصيل مؤلمة عن حالة شارلوت النفسية، حيث أشار القاضي المساعد ستيفن تيسدال إلى أنها كانت مصابة باضطرابات نفسية ورفضت العلاج في عام 2022، مما أدى إلى انسحابها الكامل من الحياة الاجتماعية. ومع ذلك، لم يكن الوضع يشير إلى انتحار أو تعاطي مواد محظورة، إذ كانت الشقة نظيفة ومرتبة، كما أوضح الطبيب الشرعي أندرو كوتس. التقرير الطبي حدد أن الجثة كانت في حالة تحنيط طبيعي، مما يؤكد مرور حوالي عام على الوفاة، لكن المحكمة أصدرت حكمًا مفتوحًا دون تحديد السبب الدقيق. هذا الحادث يسلط الضوء على مخاطر العزلة الاجتماعية في عصر التكنولوجيا، حيث يمكن أن تتحول المنصات الرقمية من أدوات اتصال إلى قوى تعزز الابتعاد. في سياق أوسع، أظهرت دراسات سابقة كيف يمكن للأفراد المنعزلين أن يعتمدوا بشكل كامل على الذكاء الاصطناعي للحصول على دعم عاطفي، مما يعزز شعورهم بالغربة بدلاً من تخفيفه. على سبيل المثال، في حالة شارلوت، تحول ChatGPT إلى صديق افتراضي وحيد، لكنه لم يتمكن من إنقاذها من الوحدة القاتلة. يطرح هذا السيناريو أسئلة حول دور التكنولوجيا في حياة الأشخاص ذوي الاحتياجات النفسية، حيث أصبحت الشبكات الاجتماعية والذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الروتين اليومي، لكنهما قد يفاقمان المشكلات إذا لم يتم توجيههما بشكل صحيح. في الختام، يذكرنا هذا الحدث بأهمية بناء علاقات حقيقية وتقديم الدعم النفسي للوقاية من مثل هذه الكوارث، مع التركيز على تشجيع التفاعلات الشخصية بدلاً من الاعتماد على الوسائط الرقمية وحدها.