ذاكرة إلكترونية مستوحاة من فطر شيتاكي تحاكي عمل الدماغ البشري!

في عالم التكنولوجيا المتطور، يبرز ابتكار يجمع بين العلوم البيولوجية والحوسبة، حيث طور باحثون نظاماً حاسوبياً يعتمد على فطر شيتاكي كأساس لتخزين ومعالجة البيانات. هذا النظام يحاكي آليات الدماغ البشري، مما يفتح أبواباً جديدة للحوسبة المستدامة والذكاء الاصطناعي.

فطر شيتاكي في نظام حوسبة مبتكر

يعتمد هذا النظام على تدريب فطر شيتاكي ليتذكر الحالات الكهربائية السابقة، مما يمنحه خاصية “ذاكرة عضوية” تشبه التشابك العصبي في الدماغ. الباحثون في جامعة ولاية أوهايو اكتشفوا أن الفطر يمكنه تعديل مقاومته الكهربائية بناءً على الإشارات المتقدمة، مما يجعله يتعلم ويتكيف مثل الخلايا العصبية. في دراسة نشرت في مجلة “PLoS ONE”، أظهر الفريق أن استخدام غزل الفطر المجفف مع دوائر كهربائية صغيرة يسمح بتبديل الحالات بسرعة تصل إلى 6000 مرة في الثانية وبدقة تصل إلى 90%. هذا الابتكار ليس فقط فعالاً، بل يتميز بانخفاض استهلاكه للطاقة وإمكانية تحلله البيولوجي الكامل، مما يجعله خياراً بيئياً أفضل من الأنظمة التقليدية.

بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر هذا النظام مثالياً لتطبيقات متقدمة مثل الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة، حيث يقاوم الإشعاع ويمكن تصغيره لإنتاج أجهزة حوسبة دقيقة واقتصادية. في مجال استكشاف الفضاء، يبرز الفطر كمكون أساسي لأنظمة تعمل في بيئات قاسية. هذه التقنية تفتح آفاقاً واسعة في دمج البيولوجيا مع التكنولوجيا، محفزة أسئلة فلسفية حول طبيعة الذكاء الاصطناعي المبني على مواد حية، مثل ما إذا كان بإمكان مثل هذه الأنظمة تطوير سلوكيات معقدة تشبه الحلم أو الوعي.

تطبيقات النظام البيولوجي في الابتكار التكنولوجي

مع تطور هذا النظام، يمكن تصوره في مجالات متنوعة مثل الذكاء الاصطناعي المستدام، حيث يقلل من البصمة البيئية للأجهزة الإلكترونية. الباحثون يؤكدون أن قدرة الفطر على التعلم الذاتي تجعله مثالياً لتطوير تقنيات تعمل في ظروف شديدة، مثل الأقمار الصناعية أو الروبوتات الاستكشافية. هذا الدمج بين الحياة والآلة يعيد تشكيل فهمنا للحوسبة، مما يمهد الطريق لمستقبل أكثر كفاءة وتوازناً بين التقدم التكنولوجي والحفاظ على البيئة.