اكتشاف مذهل في عمق صحراء مصر.. تمساح عملاق يعود إلى عصر الديناصورات!

في قلب صحراء مصر الغربية، كشف علماء عن اكتشاف مذهل يعود إلى عصر الديناصورات، حيث تم العثور على بقايا تمساح عملاق لم يُسمع عن مثيله من قبل. يُعتبر هذا الكشف خطوة كبيرة نحو فهم تاريخ الحياة على كوكبنا، حيث يعود تاريخه إلى نحو 80 مليون عام، ويعكس كيفية تكيف الزواحف مع الظروف البيئية المتغيرة. سمي هذا التمساح الجديد بـ”واديسوكس كسّابي”، وهو ينتمي إلى عائلة الديروصوريدات، التي نجت من انقراض الديناصورات واستمرت في التطور حتى بعد ذلك. هذا الاكتشاف، الذي قاده فريق من جامعة المنصورة بقيادة الدكتور هشام سليم، يسلط الضوء على التنوع البيولوجي في مصر القديمة، حيث عاش هذا الكائن في سواحل ومياه ضحلة، مما يجعله شاهداً فريداً على مراحل تطور الحياة البرية.

اكتشاف تمساح الوادي في مصر

يعود اكتشاف “واديسوكس كسّابي” إلى منطقة محافظة الوادي الجديد، حيث كان هذا التمساح جزءاً من مجموعة من الزواحف البحرية التي تكيفت مع الحياة في المحيطات والسواحل. يُقدّر طوله بين 3.5 إلى 4 أمتار، وكان مهارة في الصيد، خاصة افتراس الأسماك، بفضل خطمه الطويل وأسنانه الحادة. استخدم الفريق البحثي تقنيات متقدمة مثل التصوير المقطعي ثلاثي الأبعاد لكشف تفاصيل تشريحية دقيقة، مما أتاح نظرة أعمق في كيفية تطور هذه الكائنات. الدكتورة سارة صابر، من جامعة أسيوط، أوضحت أن هذا النوع يمثل حلقة انتقالية في تاريخ التماسيح، حيث يظهر كيف استطاعت هذه الفصيلة البقاء بعد الحقب الكبرى من الانقراض، مثل ما حدث مع الديناصورات. هذا الاكتشاف لا يضيف فصلاً جديداً فقط إلى تاريخ التماسيح، بل يبرز أهمية الصحراء الغربية كمصدر للكنوز العلمية.

تطور الزواحف القديمة

يُعد “واديسوكس كسّابي” أقدم أعضاء عائلة الديروصوريدات، التي تميزت بقدرتها على النجاة في بيئات متنوعة مثل البحار والمياه الضحلة، مما جعلها مفترسات ماهرة استمرت في التطور بعد زوال الديناصورات. على عكس التماسيح الحالية التي تعيش في الأنهار والمستنقعات، كانت هذه الأنواع القديمة مخصصة للحياة البحرية، مع سمات تشريحية فريدة ساعدتها على الصيد في المياه المفتوحة. دراسة هذا الكائن تكشف عن كيفية تكيف الزواحف مع التغيرات البيئية، حيث ساهمت قدرته على السباحة والافتراس في بقائها لفترة طويلة. النتائج التي حصل عليها الفريق البحثي تشير إلى أن هذا التمساح كان يشكل جزءاً من نظام غذائي معقد في مصر القديمة، مما يساعد في إعادة كتابة تاريخ الزواحف العالمية. نشرت تفاصيل هذا الاكتشاف في مجلة متخصصة، مما يؤكد أهميته العلمية في فهم كيفية تطور الحياة في العصور السحيقة. هذا الاكتشاف يفتح أبواباً جديدة للبحث، خاصة في المناطق الصحراوية التي تخفي الكثير من الأسرار عن ماضي الكرة الأرضية.