افتتح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي صباح اليوم مشروع تطوير سوق العتبة في وسط القاهرة، ضمن خطة شاملة لتحديث الأسواق العشوائية وإعادة تأهيلها. يُعد هذا الافتتاح خطوة حاسمة نحو تنظيم الحركة التجارية في المراكز التاريخية، مع الحفاظ على طابعها التراثي الفريد، حيث يهدف المشروع إلى تحويل السوق إلى نموذج حضاري يدعم التنمية المستدامة ويحسن من جودة الحياة في قلب العاصمة.
تطوير سوق العتبة: نقلة نوعية للأسواق الشعبية
يأتي مشروع تطوير سوق العتبة تنفيذًا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، بغرض إحياء المناطق التاريخية وتنظيم الأنشطة التجارية. حضر الاحتفال الوزيرة منال عوض، القائمة بأعمال وزير البيئة، ومحافظ القاهرة إبراهيم صابر، إلى جانب قيادات جهاز تعمير القاهرة الكبرى والجهاز القومي للتنسيق الحضاري. خلال الافتتاح، أكد الدكتور مدبولي أن الهدف الأساسي هو القضاء على الفوضى في الأسواق العشوائية، مع تحويلها إلى مراكز تجارية منظمة تتوافق مع رؤية التنمية العمرانية المستدامة، دون التفريط في التراث المعماري الذي يميز وسط القاهرة.
تحسين المناطق التاريخية لدعم الاقتصاد المحلي
أوضحت الدكتورة منال عوض أن المشروع يركز على تهيئة بيئة تجارية آمنة وحديثة، تساعد في دمج الأنشطة غير الرسمية في الاقتصاد الرسمي، وذلك بتكلفة إجمالية تجاوزت 50 مليون جنيه، إضافة إلى تكاليف المرافق. تم تنفيذ الأعمال من خلال جهاز تعمير القاهرة الكبرى بالتنسيق مع الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، مع الالتزام بأعلى المعايير الفنية لضمان الجودة. خلال عملية التطوير، تم التنسيق مع التجار وأصحاب المحلات لضمان أن التصميمات تراعي احتياجاتهم، مما يوفر بيئة عمل آمنة ومنظمة. يستفيد من هذا المشروع أكثر من 473 مستفيدًا، حيث أصبح سوق العتبة نموذجًا يجمع بين الأصالة التاريخية والاتجاهات الحديثة، مساهمًا في رفع القيمة الاقتصادية للمنطقة ودعم رؤية مصر 2030 لتحقيق تنمية شاملة.
يعكس هذا المشروع التزام الدولة بتحويل الأسواق الشعبية إلى أماكن حيوية تعزز النشاط الاقتصادي والاجتماعي، مع الحفاظ على هوية القاهرة كمدينة تاريخية نابضة بالحياة. من خلال هذه الجهود، يتم تعزيز الجوانب الثقافية والتجارية، مما يجعل المناطق المركزية أكثر جاذبية للسكان والزوار، ويساهم في خفض المشكلات البيئية والتنظيمية التي كانت تواجهها. بالإضافة إلى ذلك، يعزز المشروع الفرص الاستثمارية، حيث يجسد رؤية شاملة للتنمية تركز على الاستدامة البيئية والاجتماعية، مما يدعم نمو الاقتصاد المحلي ويحسن من البنية التحتية العامة في وسط البلاد. بهذا الشكل، يصبح سوق العتبة رمزًا للتغيير الإيجابي، حيث يدمج بين التراث والحداثة لخلق مجتمع أكثر تماسكًا وتطورًا.

تعليقات