علاقتنا الراسخة مع السعودية رغم الحملات المغرضة على بلادنا

رهن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني نجاح خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للسلام في قطاع غزة بالالتزام الكامل ببنودها، مع التأكيد على ضرورة حل الدولتين لضمان الاستقرار والأمن في المنطقة. في حواره مع “الشرق الأوسط” من الرياض، أبرز الغزواني العلاقات الوثيقة بين موريتانيا والسعودية، التي تعكس روابط أخوة وصداقة تاريخية، إلى جانب روابط إنسانية وثقافية قوية تجمع الشعبين.

رؤية الغزواني للتعاون الدولي

يعكس تطابق الرؤى بين الرياض ونواكشوط في القضايا الإقليمية والدولية عمق الثقة المتبادلة ومتانة الشراكة في مجالات مثل الصناعة، البنى التحتية، الرقمنة، والطاقة. أما بخصوص مشاركته في مبادرة مستقبل الاستثمار، فقد أكد الغزواني أنها منصة عالمية للحوار والابتكار، تساعد في تعزيز الفرص الاستثمارية لموريتانيا، حيث ستعرض الدولة رؤيتها في جلسات المنتدى لتعزيز التعاون في مجالات متنوعة.

في سياق خطة ترمب للسلام، أثنى الغزواني على أهدافها في وقف إطلاق النار وإيقاف التدمير، لكنه حذر من التحديات الجسيمة المتعلقة بالالتزام ببنود الاتفاق، مشدداً على ضرورة الإسراع في حل الدولتين لتمكين الفلسطينيين من دولة مستقلة وفق القرارات الدولية. كما رفض الغزواني الاتهامات بترحيل المهاجرين الأفارقة، موضحاً أن موريتانيا تواجه تدفقاً غير شرعي يهدد الاستقرار، وأن الإجراءات تمت بتنسيق مع الدول المعنية واحتراماً لكرامة المهاجرين. يرى الغزواني أن بلاده ملجأ آمناً لللاجئين، مضيفاً أن هناك أكثر من 340 ألف لاجئ من مالي، بالإضافة إلى آلاف آخرين يحظون بحقوق قانونية.

أما التحديات الداخلية، فيرى الغزواني أن هجرة الشباب ليست مسألة موريتانية فقط، بل إقليمية وعالمية، لذا يعمل على إصلاح التعليم والتدريب المهني، وإطلاق مشاريع تشغيلية في التجارة والاقتصاد لتوفير فرص العمل. كما يؤكد على مكافحة الفساد كأولوية وطنية، من خلال إنشاء هيئات مستقلة للرقابة والشفافية، لتكون الدولة أكثر تماسكاً وديمقراطية. فيما يتعلق بالساحل الأفريقي، نفى أن تكون قمة دول الساحل حملت تهديداً للأزمة الليبية، بل تأكيداً على ضرورة حل عاجل يقوده الليبيون، مع رفض التدخلات الخارجية لاستعادة الاستقرار. أما بخصوص مواجهة الإرهاب، فأكد أهمية التنسيق الجماعي رغم تغير أشكال الخطط، معتبراً أن الاستقرار الأمني والتنموي هو الحصانة ضد الانقلابات في دول مثل النيجر ومالي.

مبادرات الغزواني للتنمية المستدامة

يقر الغزواني بأن المنطقة تواجه هشاشة أمنية واقتصادية متزايدة، لكنه يؤمن بأن تعزيز التنمية الشاملة، من خلال مشاريع البنى التحتية والخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، سيؤدي إلى توازن إقليمي. يؤكد أن موريتانيا تعمل على تعزيز دور الشباب في الإدارة العامة ومكافحة الفقر، مع رفع قدرة الطبقات الهشة عبر دعم السكن والخدمات، بهدف بناء دولة مترابطة ومستقرة. في الختام، يرى أن التعاون الدولي والمبادرات المحلية هي المفتاح لمواجهة التحديات، مما يعكس التزام موريتانيا بالسلام والتطور الشامل.