كوريا الجنوبية في سباق لتعزيز صادرات السلاح إلى السعودية والشرق الأوسط

تسعى الصناعات الدفاعية الكورية الجنوبية إلى تحويل الشرق الأوسط إلى سوق رئيسي لتصدير الأسلحة، وفقًا لتحليلات خبراء في القطاع. خلال ندوة أقيمت في سيول، أكد محلل اقتصادي بارز أن هذه المنطقة توفر فرصًا استراتيجية واسعة للشركات الكورية، خاصة في مجال الدفاع الجوي وأنظمة القتال الأرضية.

توسع الصناعات الدفاعية الكورية في الشرق الأوسط

تشهد الشركات الكورية، مثل Hanwha Aerospace وHyundai Rotem، نموًا كبيرًا في صادراتها إلى الشرق الأوسط، حيث يزداد الطلب على منظومات الدفاع الجوي مثل القاذفات والرادارات. جونغ نام هيون، المحلل البارز، أشار إلى أن الأسلحة القديمة في المنطقة، مثل الدبابات والمركبات المدرعة، تخلق حاجة ملحة لتجديدها بتقنيات حديثة. كما أن Hanwha Aerospace تعزز شبكاتها التجارية مع السعودية، مع خطط لإقامة قواعد إنتاج محلية، حيث يُقدر حجم الصفقات المحتملة بأكثر من 35 تريليون وون، أو حوالي 25 مليار دولار أمريكي.

وفي السياق نفسه، لفت جونغ إلى النجاحات في أوروبا، حيث تعاون الشركات الكورية مع دول تعاني من نقص في الذخيرة، مقدمة خدمات التوريد بدلاً من المنافسة المباشرة. رغم مخاوف الاستقرار في الأرباح بعد نمو سريع، فإن جونغ يؤكد أن الشركات الكورية ستحافظ على هوامش ربح عالية بفضل الطلب المتزايد وتوسع الحصة السوقية منذ عام 2022. يبرز هنا أن عملاء الشرق الأوسط يمتلكون قدرات مالية تفوق نظيرهم في أوروبا، مثل بولندا، مما يدعم الفرص الجديدة.

فرص التصدير في القطاع الدفاعي الكوري

يؤثر تطورات الحرب المعاصرة، مثل انتشار الطائرات المسيطرة والذكاء الاصطناعي، على استراتيجيات الشركات الكورية، وفقًا لخبير مثل لي سون يوب. أصبحت المناورة السريعة ضرورية، حيث تحولت الدبابات الثقيلة إلى أهداف سهلة في ساحات القتال، كما حدث في أوكرانيا. الدبابات الكورية، بفضل خفتها وسرعة حركتها، تقدم تفوقًا عملياتيًا مقارنة بأقرانها الأوروبية. كما أن كوريا الجنوبية تتقدم في أنظمة مكافحة الطائرات المسيطرة، حيث أصبح تشويش الإشارات غير كافٍ في عصر الذكاء الاصطناعي، مما يتطلب تكنولوجيا لإسقاطها مباشرة.

مع هذه التحولات، أسست كوريا لتفوق تكنولوجي جديد، رغم تأخرها في إنتاج المسيرات. في عام 2023، حددت حكومة كوريا الجنوبية هدفًا لتصبح رابع أكبر مصدر للأسلحة عالميًا، مدعومة بشركات جديدة واتفاقيات إنتاج محلي. الشرق الأوسط، وخاصة الخليج، يمثل محورًا رئيسيًا لهذا الطموح، مع زيادة الشراكات وارتفاع الطلب من دول لديها ميزانيات دفاعية هائلة. هذه الخطوات تؤكد على دور كوريا في تشكيل مستقبل الصناعات الدفاعية، حيث تفتح آفاقًا جديدة للتعاون الدولي.