اكتشاف مذهل في مصر: نوع جديد من التماسيح عاش 80 مليون سنة.. التفاصيل الكاملة

تفاصيل اكتشاف نوع جديد من التماسيح القديمة

نجح فريق بحثي من مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، تحت قيادة الدكتور هشام سلام، في كشف نوع جديد من التماسيح التي عاشت في مصر قبل حوالي 80 مليون عام. هذا الاكتشاف العلمي الهام، الذي أُعلن مؤخراً، يسلط الضوء على التنوع البيولوجي في صحراء مصر الغربية، حيث تم العثور على بقايا هذا التمساح الذي أُطلق عليه اسم “واديسوكس كسّابي”. يمثل هذا الاكتشاف خطوة كبيرة في فهم تطور الحياة القديمة، خاصة في منطقة شمال أفريقيا، حيث كانت مصر موطناً لعدة أنواع من الزواحف في عصور ما قبل التاريخ. الفريق العلمي، الذي عمل على هذا البحث لمدة 15 عاماً بدءاً من عام 2010، واجه تحديات متعددة مثل صعوبة استخراج الحفريات من الرمال الصحراوية، لكنه حقق إنجازاً يعزز مكانة مصر في مجال البحث العلمي الدولي.

في سياق الاحتفاء بهذا الاكتشاف، هنأ الوزير المعني بالتعليم العالي والبحث العلمي الفريق، مؤكداً على أهميته في إعادة كتابة صفحات التاريخ الجيولوجي. التمساح الجديد، الذي عاش في بيئات مائية قريبة من الشواطئ والمصبات النهرية، يُعتبر شاهداً حياً على التكيف البيئي للزواحف في تلك الحقبة. هذا الاكتشاف لم يأتِ بالصدفة، بل كان نتيجة دعم مباشر من جامعات مصرية مثل جامعة المنصورة وجامعة أسيوط، حيث ساهم الباحثون في توفير الموارد اللازمة للتنقيب والدراسة. الفريق، الذي يضم خبراء مثل الدكتورة سارة صابر، أكد أن هذا الاكتشاف يفتح أبواباً جديدة لأبحاث أخرى في عالم الحفريات، مما يعكس التقدم الذي حققته الكفاءات المصرية في هذا المجال.

خصائص التمساح القديم في مصر

يتميز هذا النوع الجديد من التماسيح بخصائص فريدة تجعله متميزاً عن أقرانه. على سبيل المثال، يمتلك خطماً طويلاً مزوداً بأسنان مخروطية دقيقة، مما يشبه التماسيح الحديثة لكن مع جسم أنحف وأكثر كفاءة في السباحة. كانت هذه التماسيح تتكيف مع الحياة في المياه العذبة والملحية، حيث كانت قادرة على السباحة في البحر وكذلك على المشي على اليابسة لفترات قصيرة. إحدى الخصائص البارزة هي الفكين المتداخلين بإحكام، والتي سمحت لها بتمسك فرائسها بقوة، مما يشير إلى أنها كانت صيادة ماهرة. كما أن موضع فتحات الأنف في مؤخرة الخطم يدل على سلوك يشبه التماسيح المعاصرة، حيث كانت تحتفظ بمعظم جسدها تحت الماء أثناء الصيد، مع رفع الرأس فقط للتنفس والمراقبة. تم تحديد عمر هذه الحفريات من خلال تحليل المكونات الجيولوجية، مما يؤكد أنها تعود إلى عصر الكريتاسي، فترة شهدت تطوراً كبيراً في الحياة البحرية.

هذا الاكتشاف ليس مجرد إضافة إلى سجلات الفلسفة الطبيعية، بل يعيد صياغة فهمنا لتاريخ التماسيح في مصر، حيث كشف عن كيفية تطور هذه الكائنات لتتناسب مع البيئات المتغيرة. الفريق البحثي، الذي واجه تحديات مثل ظروف الطقس القاسية والصعوبات اللوجستية، يعمل حالياً على أبحاث أخرى قد تكون بنفس الأهمية، مما يؤكد على دور الجامعات المصرية في الإسهام العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن هذا الإنجاز يبرز القوة الناعمة لمصر من خلال البحث العلمي، حيث يساهم في تعزيز سمعة الباحثين المصريين دولياً. مع استمرار الجهود، من المتوقع أن يؤدي هذا الاكتشاف إلى اكتشافات إضافية تكشف المزيد عن التراث الجيولوجي للبلاد، مما يجعل مصر محطة رئيسية للبحوث في علم الحفريات.