رئيس الوزراء العراقي: داعش لم يعد تهديدًا رئيسيًا في البلاد

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية، أن العلاقات بين بلاده والولايات المتحدة يجب أن تعتمد على مبادئ الشراكة المتبادلة، بدلاً من اتخاذ قرارات تجاهلية أحادية الجانب. وفقًا لتصريحاته، فإن هذه العلاقة الجديدة تهدف إلى تعزيز التعاون الإيجابي، مع الحفاظ على السيادة العراقية في المقام الأول. في السياق نفسه، شدد السوداني على أهمية الحوار الدبلوماسي لمواجهة التحديات الإقليمية، معتبرًا أن بقاء وحدة صغيرة من المستشارين العسكريين الأمريكيين في قاعدة عين الأسد يعزز الجهود في مراقبة الحدود مع سوريا. هذا النهج يعكس التزام العراق بتعزيز الأمن الداخلي من خلال الشراكات الدولية، مع التركيز على مواجهة بقايا الجماعات المتطرفة.

داعش لم يعد تهديدًا كبيرًا في العراق

في هذا السياق، أعلن رئيس الوزراء أن تنظيم داعش الإرهابي لم يعد يشكل خطرًا كبيرًا داخل الأراضي العراقية، مما يعكس النجاحات التي حققها الجيش والقوات الأمنية في محاربته. وفقًا لتقديرات وزارة الدفاع، يقتصر وجود العناصر المتبقية من التنظيم على حوالي 400 إلى 500 فرد، الذين يتواجدون في جيوب معزولة على الحدود السورية وفي شمال شرق البلاد. هذا التطور يأتي نتيجة لعمليات عسكرية واستراتيجيات أمنية مدروسة، ساعدت في تقويض قدرات التنظيم على إطلاق هجمات واسعة النطاق. يرى السوداني أن هذا الانخفاض في التهديد يفتح الباب أمام التركيز على بناء الاقتصاد والاستقرار الاجتماعي، مع الاستمرار في مراقبة أي محاولات لإحياء التنظيم. ومع ذلك، يؤكد على ضرورة التعاون الدولي لمنع أي عودة محتملة، خاصة مع الوضع غير ال stab في المنطقة المجاورة.

التنظيم الإرهابي والتحديات الإقليمية

يربط رئيس الوزراء بين انحسار نشاط داعش وباقي التحديات الإقليمية، مشيرًا إلى أن عدم استقرار المنطقة بشكل عام يعود جزئيًا إلى غياب حل عادل للقضية الفلسطينية، مما يؤدي إلى تكرار الأزمات والتوترات. في هذا الصدد، أعرب السوداني عن دعمه لخطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن غزة، معتبرًا أنها قد تكون خطوة نحو حل سياسي مستدام يعزز السلام. بالإضافة إلى ذلك، أبرز الإنجازات التي حققها العراق في إصلاح نظامه المالي، حيث شهدت البلاد تحسنًا ملحوظًا في إدارة الموارد المالية، مما ساهم في تعزيز الاستقرار الاقتصادي. كما أكد على التعاون الأمني مع السلطات الجديدة في دمشق، خاصة في مجالات مكافحة الإرهاب والمخدرات، لتشكيل جبهة موحدة ضد التهديدات المشتركة. هذا التعاون يشمل تبادل المعلومات والعمليات المشتركة، التي تهدف إلى حماية الحدود ومنع انتشار الجماعات المتطرفة.

في الختام، يرى السوداني أن العراق يقف على عتبة مرحلة جديدة من التقدم، حيث يتم التوفيق بين الحاجة إلى الشراكات الدولية والحفاظ على السيادة الوطنية. هذا النهج يعكس رؤية شاملة للمستقبل، تركز على مكافحة الإرهاب بطرق مستدامة، مع دعم الجهود الدولية للسلام في المنطقة. من خلال هذه السياسات، يأمل العراق في تحقيق نمو اقتصادي واجتماعي، مع الحرص على بناء جيل جديد لا يعاني من ويلات الصراعات السابقة. ومع استمرار الجهود في تقوية القدرات الأمنية، يبقى التركيز على توطيد العلاقات مع الشركاء الدوليين، لضمان أن التهديدات المتبقية تبقى محصورة وغير قادرة على إحداث تأثير كبير. هذه الرؤية الشاملة تجسد التزام العراق بالسلام والاستقرار، كما أنها تعزز دور البلاد كلاعب إيجابي في المنطقة. بشكل عام، تظهر هذه التصريحات مدى التطور الذي شهدته البلاد في السنوات الأخيرة، مما يفتح آفاقًا جديدة للتعاون والتنمية.