منظمة الصحة العالمية تندد بهجوم دموي على المستشفى الوحيد في الفاشر، وتدعو إلى وقف القتال فورًا.

في الإثنين، أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدانوم غيبريسوس، عن استنكاره الشديد لهجوم عنيف استهدف المستشفى الوحيد الذي يعمل جزئيًا في مدينة الفاشر السودانية. هذا الهجوم يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية التي تحمي المنشآت الطبية، حيث أسفر عن تعرض قسم الأطفال في المستشفى السعودي لهجمات جديدة، مما أدى إلى مقتل ممرضة وإصابة ثلاثة آخرين. يأتي هذا التصريح في سياق دعوة عاجلة لوقف جميع العمليات العسكرية في المنطقة، للحفاظ على حياة المدنيين وتوفير الخدمات الطبية الأساسية.

هجوم على المستشفى في السودان

أكد غيبريسوس، في منشور عبر منصة إكس، أن الهجوم الأخير قد زاد من معاناة السكان المحليين الذين يعتمدون على هذا المستشفى كمورد طبي أساسي في ظل الصراعات المستمرة. وفقًا للمعلومات المتوفرة، فإن الهجوم لم يقتصر على الضرر المادي، بل أثر بشكل مباشر على فريق الرعاية الصحية، حيث أدى إلى فقدان حياة أحد الأفراد الذين يقفون في الخطوط الأمامية لمحاربة الأزمات. هذا الوضع يبرز التحديات الكبيرة التي تواجه منظمة الصحة العالمية في تقديم الدعم الطارئ، خاصة مع انقطاع الاتصالات في المنطقة، الذي يعيق القدرة على مراقبة التطورات بدقة وإرسال المساعدات الإنسانية اللازمة. في السودان، يستمر النزاع بين القوات المتنازعة، مما يفاقم الأزمة الإنسانية، حيث أصبحت مدينة الفاشر مركزًا للتوترات في إقليم دارفور. الجهود الدولية لوقف إطلاق النار تتزايد، إلا أن الأحداث الأخيرة تشير إلى استمرار العنف، مما يهدد حياة الملايين من السكان الذين يعانون من نقص الغذاء والرعاية الصحية.

استنكار الاعتداءات على المنشآت الطبية

بالإضافة إلى التصريحات الرسمية من منظمة الصحة العالمية، أعلنت ميليشيا الدعم السريع السودانية عن سيطرتها على مقر قيادة الجيش في الفاشر، مما يمثل تطورًا خطيرًا في الصراع المحلي ويؤثر مباشرة على الوضع الأمني. هذا الاستيلاء، الذي تم الإعلان عنه من خلال مقاطع فيديو تظهر الجنود يهتفون أمام لافتات القاعدة العسكرية، يعزز من مخاوف الجانب الدولي بشأن انتهاك اتفاقيات الهدنة واستمرار العمليات العسكرية رغم الدعوات الدولية للسلام. من المهم التأكيد على أن مثل هذه الأحداث تزيد من معاناة المدنيين، الذين يشكلون الغالبية في المناطق المتضررة، حيث أصبحت الخدمات الطبية هدفًا مباشرًا للنزاعات. في السياق ذاته، يؤكد خبراء في القانون الدولي أن الهجمات على المستشفيات تعد جرائم حرب، ويجب محاسبة المسؤولين عنها. الجهود لإعادة إعمار المنشآت الطبية وتعزيز السلام في السودان تتطلب تعاونًا دوليًا واسعًا، مع التركيز على حماية المدنيين وضمان استمرار تقديم الرعاية الصحية. كما أن انقطاع الاتصالات يعيق جمع المعلومات الدقيقة، مما يجعل الاستجابة الإنسانية أكثر صعوبة. في نهاية المطاف، يظل الأمل في وقف فوري للعمليات العسكرية لمنع تفاقم الكارثة الإنسانية، مع دعم المبادرات الدولية لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة. هذه الأحداث تذكرنا بأهمية الالتزام بالمعايير الدولية لحماية الحياة المدنية، خاصة في مناطق الصراع حيث يصبح الجميع عرضة للخطر.