عائلات الرهائن الإسرائيليين تطالب بإيقاف الهدنة فوراً.. ما هي الأسباب الرئيسية خلف ذلك؟

دعت عائلات الرهائن الإسرائيليين إلى تأجيل المرحلة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، رافضين التقدم دون تسليم حركة حماس كل الرفات المتبقية. يعبر هذا الطلب عن قلق عميق تجاه التزامات الأطراف المعنية، حيث أكد المنتدى التمثيلي للعائلات أن الحركة الفلسطينية على دراية تامة بموقع كل رهينة متوفى، ومع ذلك، مر أسبوعان على الموعد النهائي المحدد في الاتفاق دون الوفاء الكامل به.

الرهائن في غزة.. مطالب بالالتزام بالاتفاق

في ظل التوترات المستمرة، حثت العائلات الحكومة الإسرائيلية والإدارة الأمريكية والوسطاء الدوليين على إيقاف أي خطوات إضافية في الاتفاق حتى يتم استرجاع جميع الأسرى. هذا الاتفاق، الذي تم التوقيع عليه في الـ10 من أكتوبر الماضي بوساطة أمريكية وقطرية ومصرية، كان يهدف إلى إنهاء الصراع الذي استمر لنحو عامين في قطاع غزة. وفقاً لشروطه، أفرجت حماس عن 20 رهينة أحياء وسلمت رفات 15 آخرين من بين 28 الذين أعلنت إسرائيل وفاتهم مسبقاً. ومع ذلك، يبقى 13 رهينةً آخرين في قبضة الحركة، بما في ذلك 10 إسرائيليين خطفوا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، بالإضافة إلى إسرائيلي مفقود منذ 2014، وعامل تايلندي وآخر تنزاني.

الأسرى المحتجزين.. تحديات البحث والاستعادة

أما من جانب حماس، فقد أشار القيادي خليل الحية إلى صعوبات فنية تحول دون تسليم الجثامين، مدعياً أن السياسات الإسرائيلية غيرت تضاريس غزة، مما أدى إلى فقدان بعض المواقع أو وفاة الأشخاص الذين كانوا يعرفونها. هذه الإشكالات، على الرغم من أنها تبرر التباطؤ من وجهة النظر الفلسطينية، إلا أنها تعزز مخاوف العائلات الإسرائيلية من تأخير العدالة وإعادة السلام. في محاولة لتجاوز هذه العقبات، أرسلت مصر، بموافقة إسرائيل، فرقاً متخصصة مع معدات ثقيلة خلال اليومين الماضيين للمساعدة في عمليات البحث والاسترداد. يُذكر أن هذه الجهود جزء من آلية الاتفاق الأوسع، الذي يهدف إلى إيقاف النزاع وتبادل الأسرى، لكن الالتزامات غير المكتملة تهدد بإطالة الأزمة.

في السياق العام، يظل هذا الاتفاق شاهداً على تعقيدات الصراع بين الجانبين، حيث يتطلب السلام الفعال التزاماً كاملاً من كل الأطراف. العائلات الإسرائيلية ترى في تأخير تسليم الرفات خرقاً لروح الاتفاق، مما قد يؤثر على الثقة في العمليات الدبلوماسية المستقبلية. من ناحية أخرى، تشير ادعاءات حماس إلى أن الظروف الأرضية في غزة، بما فيها الدمار الناتج عن القتال، تعيق الجهود اللوجستية. رغم ذلك، يُؤكد الوسطاء الدوليون على ضرورة الالتزام بالتزامات الاتفاق لتجنب تصعيد التوترات، مع توقعات بأن الجهود المصرية ستساهم في حل هذه المشكلة قريباً.

علاوة على ذلك، يبرز هذا الوضع أهمية الوساطة الدولية في حل النزاعات، حيث يجمع الاتفاق بين مصالح متعددة، من الإفراج عن الأسرى إلى استعادة الاستقرار في المنطقة. العائلات، في دعوتهن المتكررة، تؤكد أن أي تقدم في وقف إطلاق النار يجب أن يرتبط بإعادة كل الأفراد، مما يعكس الرغبة في إنهاء معاناة طويلة الأمد. في نهاية المطاف، يتطلب الأمر جهوداً متصاعدة لضمان تنفيذ كافة بنود الاتفاق، سواء من خلال الضغط الدبلوماسي أو الإجراءات العملية على أرض الواقع، لتحقيق سلام مستدام وإغلاق صفحة من الصراعات المستمرة.