في حادثة مذهلة وقعت في ولاية بارانا بالبرازيل، ادّعى سائق أنه تعرض لخطف مسلح أثناء توقفه على الطريق. وفق روايته، أُجبر على الدخول إلى صندوق سيارته، وهي بورش 911 كاريررا GTS، ثم نقل إلى منطقة ريفية معزولة قرب مدينة لابا، حيث أشعل المهاجمون النار في السيارة محاولين قتله. نجا الرجل، كما زعم، بمساعدة عابري سبيل سمعوا صراخه من داخل السيارة المحترقة، مما أسفر عن حروق طفيفة له. لم يعرف الدافع أو هوية المهاجمين، وفق ادعائه، مما دفع الشرطة إلى فتح تحقيق عاجل.
الخطف الكاذب ينكشف
مع تطور التحقيقات، كشفت الأدلة أن القصة كانت كلها خدعة مفبركة. الضحية المزعومة هو نفسه الذي أشعل النار في سيارته، كما أظهرت تسجيلات كاميرا مراقبة لمزرعة قريبة. في التسجيل، يظهر الرجل وهو يشبه صاحب السيارة تماماً في الملامح والملابس، يقود البورش إلى منطقة ريفية نائية على طريق PR-427 بين لابا وبويرتو أمازوناس. يسكب البنزين داخل السيارة بهدوء، ثم يشعل النار باستخدام ولاعة، مما أدى إلى حريق ينتشر بسرعة. رغم عرض هذه الأدلة عليه، أصر الرجل على روايته الأولى، محاولاً استخدام حروقه الطفيفة كدليل على صدقه. مع ذلك، أغلقت الشرطة الملف بعد تحليل التسجيل الذي لقط الحادثة في المنطقة الوحيدة المراقبة ضمن نصف ميل واحد.
كشف الخدعة من خلال الأدلة
أما السبب الرئيسي وراء هذه الحادثة، فقد كان مرتبطاً بمشكلات مالية تجسدت في ديون ضريبية متراكمة على السيارة، وهي طراز 2018 بورش 911 كاريررا GTS، البالغ ثمنها حوالي 700,000 ريال برازيلي (أو 130,000 دولار أمريكي). السيارة كانت مدينة بضرائب الملكية العقارية للمركبات، المعروفة بـ IPVA، والتي تصل نسبتها إلى 1-4% من قيمة السيارة سنوياً، أي ما يصل إلى 6,000-8,000 دولار أمريكي بناءً على تقديرات. هذه الديون تجعل بيع السيارة صعباً، حيث تحول دون تسجيلها أو نقل الملكية قانونياً بسبب التضخم والفوائد المتراكمة. يُشتبه في أن الرجل سعى إلى الاحتيال على شركة التأمين للحصول على تعويض يسدد الديون أو يوفر له مكاسب إضافية.
في البرازيل، تعتبر ضريبة IPVA فرضاً سنوياً يعتمد على قيمة السيارة وقوانين الولاية، وهي تتراكم بسرعة في ظل الأزمات الاقتصادية. هذه الحادثة تأتي في سياق ارتفاع حالات الاحتيال على التأمينات، حيث أدت مثل هذه الحالات إلى خسائر هائلة لشركات التأمين. السيارة نفسها، رمزاً للرفاهية، دمرت تماماً في الحريق، مما أدى إلى فقدان معظم أجزائها مثل الأبواب والسقف والمصدات، كما أظهرت الصور التالية للموقع. هذا النوع من الخدع يعكس الضغوط المالية التي يواجهها العديد من الأفراد في البلاد، حيث يلجأون إلى وسائل غير قانونية لتغطية خسائرهم. في نهاية المطاف، كشفت الحادثة عن مخاطر مثل هذه المحاولات، التي غالباً ما تنتهي بالكشف والعواقب القانونية. ومع تزايد مثل هذه القصص، يبرز دور التحقيقات الدقيقة في الحفاظ على سلامة النظام المالي.

تعليقات