تحذيرات عاجلة من نشاط بركاني محتمل في بركان تفتان الإيراني، قد يشكل خطراً كبيراً على المنطقة المجاورة.

حذر باحثون دوليون من عودة نشاط بركان تفتان، الذي يقع على الحدود بين إيران وباكستان، بعد سبعة قرون من الهدوء التام، مما يشكل تهديدًا محتملاً للمنطقة بأكملها. هذا الاستيقاظ غير المتوقع يعكس تراكم ضغوط جوفية كبيرة، كما أكدت دراسة حديثة نشرت في مجلة علمية، حيث لوحظ ارتفاع في قمة البركان بأكثر من 8.9 سنتيمتر خلال الفترة من يوليو 2023 إلى مايو 2024. هذه التغييرات تشير إلى احتمال انفجار مدمر يمكن أن يؤثر على ملايين السكان في المناطق المجاورة.

نشاط بركان تفتان المتزايد

برغم تصنيفه السابق كبركان منقرض، أظهرت تحليلات حديثة لصور الأقمار الصناعية انتفاخًا ملحوظًا حول قمة البركان، إلى جانب زيادة في انبعاثات ثاني أكسيد الكبريت تصل إلى 20 طنًا يوميًا. هذه العلامات، التي وصفها الخبراء بـ”استيقاظ الزومبي”، تجعل البركان يُعاد تصنيفه إلى حالة من “الخمول”، مع إمكانية تفجير مفاجئ في أي لحظة. يرتبط هذا النشاط بقوس مقران البركاني، الذي يمتد عبر جنوب إيران وباكستان، وينجم عن حركة الصفيحة العربية تحت الصفيحة الأوراسية، مما يزيد من المخاطر على مدن كبرى مثل زاهدان في إيران وكراتشي في باكستان.

كما أكد عالم البراكين الإسباني بابلو غونزاليس، فإن هذه التطورات تتطلب مراقبة مكثفة لتجنب كوارث محتملة. في إيران، أدى التحذير إلى تشكيل لجنة طوارئ في محافظة سيستان وبلوشستان، حيث تم نشر محطات مراقبة للإنذار المبكر بالقرب من البركان. وصلت رائحة الكبريت القوية إلى مدينة خاش، مما أثار حالة من القلق بين السكان. أما في باكستان، فقد حذرت سلطات بلوشستان السكان في بلدة تفتان، الواقعة قرب الحدود، من الاستعداد لإجلاء ممكن، مع ملاحظات عن دخان كثيف ورائحة كبريتية متزايدة.

يعود بركان تفتان نفسه إلى ارتفاع يصل إلى 3940 مترًا، وهو جزء من سلسلة جيولوجية نشطة تؤثر على المنطقة بأكملها. هذا النشاط المتجدد يدفع السلطات في كلا البلدين لإعادة تقييم استراتيجيات الطوارئ، بما في ذلك تعزيز الإجراءات الوقائية للحماية من تداعيات محتملة مثل تساقط الرماد البركاني، والزلازل الثانوية، والتدفقات البركانية التي قد تهدد المنشآت الزراعية والسكنية. الدراسات تشير إلى أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية واسعة، خاصة في مناطق تعتمد على الزراعة والتجارة الحدودية.

مخاطر البراكين في المناطق الحدودية

مع تزايد النشاط البركاني في قوس مقران، يصبح من الضروري فهم التهديدات الإقليمية الشاملة. على سبيل المثال، قد يؤدي انفجار بركان تفتان إلى تأثيرات طويلة الأمد، مثل تغيير مناخي محلي بسبب السحب البركانية، أو حتى تأثيرات على المياه الجوفية والأنهار في المنطقة. السلطات الإيرانية والباكستانية تعملان الآن على تنسيق جهودهما لمراقبة الوضع، بما في ذلك إجراء تمرينات إخلاء وتوعية السكان بالمخاطر. هذه الجهود تهدف إلى الحد من الخسائر البشرية والمادية، مع الاعتماد على أحدث التقنيات في مراقبة البراكين.

في السياق الواسع، يذكرنا نشاط بركان تفتان بأهمية دراسة الظواهر الجيولوجية للوقاية من الكوارث الطبيعية. الدراسات الدولية تواصل تحليل البيانات لفهم أنماط النشاط، مما يساعد في وضع خطط طوارئ أكثر كفاءة. على الرغم من أن البركان كان خاملاً لقرون، إلا أن عودته إلى الحياة تبرز الحاجة إلى التعاون الدولي لمواجهة مثل هذه التحديات، خاصة في مناطق حدودية تعاني من الضغوط البيئية والسكانية. يستمر العلماء في مراقبة التطورات، مع أمل في منع أي كارثة كبيرة قد تنتج عن هذا الاستيقاظ الخطير.