باور تشاينا تشارك في بناء أكبر مشروع طاقة شمسية عالمي بأبو ظبي

باور تشاينا تشارك في إنشاء أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم بأبو ظبي

المقدمة

في عصرنا الحالي، حيث يتصاعد الوعي بأهمية الطاقة المتجددة ومكافحة التغير المناخي، تشهد الدول حول العالم سباقًا محمومًا لتطوير مشاريع الطاقة النظيفة. من بين هذه المبادرات، يبرز مشروع “الظفرة الشمسي” في أبو ظبي، الإمارات العربية المتحدة، كأكبر مشروع طاقة شمسية في العالم. يلعب الشركة الصينية “باور تشاينا” (Power China)، وهي إحدى أكبر الشركات العالمية في مجال البنية التحتية والطاقة، دورًا رئيسيًا في هذا المشروع. هذا المقال يستعرض مساهمة “باور تشاينا” في هذا المشروع الهائل، وأهميته في تعزيز الاستدامة البيئية والاقتصادية.

من هي “باور تشاينا”؟

تأسست شركة “باور تشاينا”، أو كما تُعرف رسميًا بـ “Power Construction Corporation of China”، في عام 1952 في الصين. تعتبر الشركة واحدة من أبرز اللاعبين العالميين في قطاع البنية التحتية، حيث تخصصت في بناء المشاريع الكبرى مثل المنشآت الهيدروكهربائية، محطات الطاقة الشمسية والرياح، والشبكات الكهربائية. بفضل خبرتها الواسعة، قامت “باور تشاينا” بتنفيذ آلاف المشاريع في أكثر من 100 دولة حول العالم، مما جعلها ركيزة أساسية في استراتيجية الصين للتصدير العالمي.

في السنوات الأخيرة، تحولت الشركة نحو الطاقة المتجددة، مدعومة بسياسات حكومة الصين للحد من الانبعاثات الكربونية. وفقًا لتقارير المنظمات الدولية، مثل البنك الدولي، فإن “باور تشاينا” شاركت في بناء محطات طاقة شمسية بقدرة إجمالية تزيد عن 10 غيغاوات في مختلف الدول، مما يعكس التزامها بتحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة. مشاركتها في مشروع الظفرة بأبو ظبي يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط، حيث تتزايد الطلبات على الطاقة النظيفة.

وصف المشروع وأهميته

يعرف مشروع الظفرة الشمسي بأنه أكبر مشروع طاقة شمسية في العالم، حيث يبلغ إجمالي قدرته الإنتاجية حوالي 2 غيغاوات، مع إمكانية توسعة ليصل إلى 2.1 غيغاوات بحلول عام 2022. يقع المشروع في منطقة الظفرة، جنوب غرب أبو ظبي، ويمتد على مساحة تزيد عن 20 كيلومتر مربع، مما يجعله أكبر من حيث القدرة مقارنة بمشاريع أخرى مثل مشروع إيفونوك في أستراليا أو نيفادا في الولايات المتحدة.

يتم التنفيذ من قبل قنصلة تشمل شركات دولية متعددة، بما في ذلك “ماسدار” الإماراتية، و”جي إن سي إنترناشيونال” السعودية، إضافة إلى “باور تشاينا”. تتكلف التكلفة الإجمالية للمشروع حوالي 870 مليون دولار أمريكي، ومن المقرر أن يبدأ الإنتاج التجاري في مطلع عام 2023. الابتكار الرئيسي في هذا المشروع هو استخدام تقنيات الخلايا الشمسية المتقدمة، مثل الوحدات الفوتوفولتية ذات الكفاءة العالية، التي تسمح بتحويل نحو 20% من أشعة الشمس إلى كهرباء.

يساهم هذا المشروع في تحقيق أهداف الإمارات العربية المتحدة لتحقيق حيادية الكربون بحلول عام 2050، حيث من المتوقع أن يوفر الطاقة الكهربائية لأكثر من 200,000 منزل، ويقتصر إنتاجه السنوي للكهرباء على حوالي 5 مليار كيلووات ساعة، مما يقلل من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنحو 2.4 مليون طن سنويًا.

دور “باور تشاينا” في المشروع

تشارك “باور تشاينا” كمقاول رئيسي في بناء جزء كبير من البنية التحتية للمشروع، بما في ذلك تركيب الألواح الشمسية، وإنشاء أسلاك الشبكة الكهربائية، وتأمين نظم التحكم والصيانة. وفقًا للإعلانات الرسمية، ساهمت الشركة بتقنياتها المتقدمة في تقليل التكاليف وتحسين الكفاءة، مستفيدة من خبرتها في مشاريع مشابهة في الصين وأفريقيا.

تعتبر هذه المشاركة تعاونًا دوليًا يعكس الروابط الاقتصادية بين الصين والإمارات، خاصة في ظل مبادرة “الحزام والطريق” الصينية، التي تهدف إلى ربط الدول عبر مشاريع البنية التحتية. ساهمت “باور تشاينا” بفرق هندسية متخصصة تضم آلاف العمال، مما خلق فرص عمل محلية ودعم الاقتصاد الإماراتي. كما أن وجودها في هذا المشروع يعزز من مكانتها كمورد أساسي للمعدات الشمسية، حيث توفر جزءًا كبيرًا من الألواح والأجهزة اللازمة.

الفوائد و التأثير الاقتصادي والبيئي

يُعد مشروع الظفرة نموذجًا للتعاون الدولي في مكافحة التغير المناخي، حيث يساهم في تنويع مصادر الطاقة في الإمارات وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري. من الجوانب الاقتصادية، من المتوقع أن يوفر المشروع عائدات مالية عالية للحكومة الإماراتية من خلال بيع الطاقة، بالإضافة إلى جذب استثمارات أجنبية. أما بالنسبة لـ “باور تشاينا”، فإن هذه المشاركة تفتح أبوابًا لعقود جديدة في المنطقة، مما يعزز موقعها في سوق الطاقة المتجددة العالمية.

على المستوى البيئي، يساعد المشروع على الحد من التلوث وتعزيز التنمية المستدامة. وفقًا لتقارير منظمة الأمم المتحدة، فإن مشاريع مثل هذه تكافئ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (الأهداف العالمية 7 و13)، التي تتعلق بالطاقة النظيفة ومكافحة الاحتباس الحراري.

الخاتمة

يمثل مشروع الظفرة الشمسي في أبو ظبي قفزة نوعية نحو مستقبل أخضر، وتأتي مشاركة “باور تشاينا” فيه دليلاً على دور الصين الرائد في الطاقة المتجددة. هذا التعاون الدولي ليس فقط يعزز الابتكار التكنولوجي، بل يرسم خريطة طريق لمشاريع مشابهة في العالم. مع استمرار النمو الاقتصادي والحاجة الملحة للطاقة النظيفة، يبقى أمام “باور تشاينا” والإمارات فرصًا كبيرة لتعزيز الشراكات، مما يعمل على بناء عالم أكثر استدامة وازدهارًا. في النهاية، يظل هذا المشروع شاهداً على أن التعاون بين الدول يمكن أن يحقق التحديات العالمية الكبرى.