رد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على التقارير المتعلقة بانجاز روسيا في اختبار صاروخ نووي جديد، مؤكداً على قوة الولايات المتحدة في مواجهة هذه التطورات. في تصريحاته، أبرز ترامب وجود غواصات نووية أمريكية متقدمة ومتمركزة بالقرب من الحدود الروسية، مشدداً على أن التوازن الاستراتيجي يظل قوياً. هذا الرد جاء في سياق تصعيد التوترات بين الدولتين، حيث أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن نجاح اختبار صاروخ “بوريفيستنيك”، الذي يمكن أن يحمل رؤوساً نووية ويغطي مسافات طويلة. يُعتبر هذا الإعلان جزءاً من سلسلة من التجارب العسكرية الروسية، التي تزيد من القلق الدولي حول سباق التسلح.
صواريخ نووية روسية تثير التوتر مع الولايات المتحدة
في حديثه للصحفيين أثناء رحلة جوية خلال زيارته لآسيا، قال ترامب إن الروس يدركون جيداً قوة الغواصة النووية الأمريكية، التي يصفها بأنها الأقوى في العالم وتقع مباشرة قبالة سواحلهم. وأضاف أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى قطع مسافات طويلة لإثبات قدرتها، مشيراً إلى أن الاختبارات الصاروخية تجري بشكل منتظم من جانب كلا الطرفين دون اللجوء إلى الاستفزازات غير الضرورية. كما عبر ترامب عن استيائه من تصريحات بوتين، معتبراً أنها غير مناسبة في السياق الراهن، خاصة مع استمرار الحرب في أوكرانيا. وفقاً لترامب، كان بإمكان بوتين التركيز على إنهاء الصراع، الذي كان متوقعاً أن ينتهي في أسبوع واحد لكنه دخل الآن عامَه الرابع، بدلاً من التركيز على تطوير الأسلحة النووية.
تطورات في الأسلحة الإستراتيجية
يأتي إعلان بوتين عن نجاح الاختبار وسط أحداث أخرى تشير إلى تصعيد التوتر، مثل الهجمات الروسية المتكررة على أوكرانيا والتي شكلت الهجوم الثاني خلال ليلتين فقط. كما حدث هذا في الأسبوع نفسه الذي شهد انهيار احتمال عقد قمة بين ترامب وبوتين، بالإضافة إلى فرض الإدارة الأمريكية عقوبات قوية على شركتي نفط رئيسيتين في روسيا، وهو خطوة وصفت بأنها من أبرز الإجراءات الملموسة التي اتخذتها حكومة ترامب ضد موسكو حتى ذلك الحين. هذه التطورات تجسد التحديات الجيوسياسية الحالية، حيث تتسارع سباق التسلح بين القوى الكبرى، مما يهدد الاستقرار العالمي. وفي سياق ذلك، أكد ترامب أن الولايات المتحدة جاهزة لاتخاذ خطوات إضافية إذا لزم الأمر، دون الكشف عن تفاصيل، قائلاً إن التفاصيل ستظهر في الوقت المناسب. هذه الاستعدادات تشمل مراقبة دقيقة لأي تقدم روسي قد يهدد الأمن الأمريكي، مع الحرص على الحفاظ على توازن القوى.
من جانب آخر، يُذكر أن الاختبار الروسي للصاروخ الذي استمر في الجو لأكثر من 15 ساعة وغطى نحو 14 ألف كيلومتر، يُعتبر دليلاً على التقدم التكنولوجي الروسي في مجال الصواريخ النووية، مما يدفع الولايات المتحدة إلى تعزيز قدراتها الدفاعية. ومع ذلك، فإن ترامب شدد على أن السياسة الأمريكية تتمحور حول السلام والحوار، لكنها لن تتردد في الرد على أي تهديد. هذا الوضع يعكس عمق الخلافات بين الطرفين، خاصة في ظل الحرب الدائرة، حيث تبرز الأسلحة النووية كعامل رئيسي في المعادلة الدولية. بالإضافة إلى ذلك، يُلاحظ أن فرض العقوبات الأمريكية يهدف إلى تقييد قدرات روسيا الاقتصادية، مما قد يؤثر على برامجها العسكرية مستقبلاً. في الختام، يبقى السؤال مفتوحاً حول كيفية تطور هذه التوترات، مع أمل في عودة الحوار لتجنب أي صدام محتمل، خاصة أن السلام العالمي يتطلب تعاوناً بين القوى الكبرى لمواجهة التحديات المشتركة.

تعليقات