حماس تؤكد تسليم جثة أسير إسرائيلي، محملة بتسليم 18 جثماناً حتى الآن.

أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عن خطوة جديدة في التعامل مع قضايا الأسرى، حيث تم تسليم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين بعد استخراجها من مناطق الصراع في قطاع غزة. هذه الخطوة تأتي في سياق اتفاقات متبادلة تهدف إلى تبادل الجثامين والأسرى، رغم التحديات الخطيرة التي تواجه عمليات الإنقاذ والانتشال في المناطق المتضررة.

التطورات في ملف الأسرى

في هذا السياق، نفى المتحدث باسم حماس حازم قاسم الادعاءات الإسرائيلية المحتجة بأن الحركة على دراية مسبقة بأماكن الجثامين، مشيراً إلى أن الخرائط والمعالم في غزة تغيرت جذرياً بسبب العمليات العسكرية المستمرة. وأكد قاسم أن سكان غزة يحتاجون إلى المزيد من المساعدات لانتشال الآلاف من الجثامين المدفونة تحت الأنقاض، حيث يقدر عددهم بنحو عشرة آلاف قتيل. ومع ذلك، أبدت حماس التزامها الكامل بإكمال المرحلة الأولى من الاتفاقيات، سعياً لإزالة أي عائق أمام العمليات المتبادلة، وذلك رغم الصعوبات التي تعيق البحث عن الجثث.

التقدم في قضية المحتجزين

يستمر الجهد لتسريع عمليات تسليم الجثامين، حيث أشارت حركة حماس إلى أنها نجحت حتى الآن في تسليم 18 جثماناً إسرائيلياً، وذلك من خلال عمليات بحث مكثفة في مناطق مختلفة. على سبيل المثال، تم العثور على الجثة الأخيرة في حي التفاح بمدينة غزة، ما يعكس الالتزام بتحقيق التقدم رغم الظروف الصعبة. من جانب آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طواقم الصليب الأحمر الدولي في طريقها لتسلُّم جثة أخرى عند نقطة التقاء شمال القطاع، مع الدعوة إلى التحقق الدقيق من الهويات لضمان سلامة العملية.

بالعودة إلى الجانب الفلسطيني، فإن حماس تعتبر أن هذه الخطوات جزءاً من جهد أوسع لإحلال الاستقرار، خاصة مع السماح الإسرائيلي لفرقها بالعمل في مناطق حساسة مثل خان يونس والشجاعية. هذه السماحات كشفت عن جولات ميدانية للبحث عن الجثث في مناطق خاضعة للسيطرة الإسرائيلية، مما يعزز من فرص التقدم في المفاوضات. ومع مرور الوقت، يبقى التركيز على ضمان سلامة العمليات وسرعة تنفيذ الاتفاقيات، حيث يمكن أن تكون هذه الخطوات بمثابة نقطة تحول في علاقات الجانبين.

في الختام، يظل هذا الملف معقداً بسبب الصراعات المستمرة، لكنه يحمل إمكانيات للتقارب من خلال الالتزام بالتزامات الجانبين. على سبيل المثال، تؤكد حماس على أهمية التعاون الدولي لتسهيل عمليات الإنقاذ، مما قد يؤدي إلى حلول أكثر شمولاً. وعلى الرغم من التحديات، إلا أن الجهود المبذولة تشير إلى أمل في تحقيق تقدم ملموس، سواء في تبادل الأسرى أو في إعادة الجثامين إلى أسرهم. هذه الخطوات ليست مجرد إجراءات روتينية، بل هي جزء من مسيرة طويلة نحو إنهاء التوترات وتعزيز السلام في المنطقة. بشكل عام، يبرز هذا الأمر كدليل على أن الحلول المشتركة ممكنة، رغم الصعوبات، حيث يستمر العمل لضمان حقوق جميع الأطراف المعنية.