خالد بن محمد وستيت ستريت يناقشان فرص التعاون

خالد بن محمد يبحث فرص التعاون مع شركة “ستيت ستريت”

دبي، الإمارات العربية المتحدة – 15 أكتوبر 2023

في خطوة تجسد التزام الإمارات العربية المتحدة بالتعاون الدولي وتعزيز قطاعها المالي، بحث سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، وهو أحد كبار المسؤولين في الحكومة الإماراتية، فرص الشراكة والتعاون مع شركة “ستيت ستريت”، الشركة العالمية الرائدة في خدمات الإدارة المالية والاستثمار. الاجتماع، الذي عقد مؤخراً في دبي، يأتي ضمن جهود الإمارات لتعزيز موقعها كمركز مالي عالمي وجذب الاستثمارات الأجنبية.

خلفية الاجتماع

يُعد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان شخصية بارزة في الساحة الإماراتية، حيث يشغل مناصب هامة في الحكومة ويشرف على عدة مبادرات اقتصادية وتنموية. كجزء من رؤية الإمارات 2030، يركز سمو الشيخ على تنويع الاقتصاد بعيداً عن النفط، مع التركيز على القطاعات المالية، التكنولوجيا، والابتكار. من جانبه، كانت شركة “ستيت ستريت”، المقرة في بوسطن بولايات المتحدة الأمريكية، واحدة من أكبر الشركات العالمية في مجال إدارة الأصول وخدمات الاحتياجات، حيث تدير أصولاً تزيد قيمتها عن 3.7 تريليون دولار أمريكي.

خلال الاجتماع، الذي حضره ممثلون من كلا الجانبين، تناولت المناقشات فرص الشراكة في مجالات متعددة، بما في ذلك:

  • الابتكار المالي والتكنولوجيا: بحث الجانبان كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا البلوكشين لتحسين خدمات الإدارة المالية في الإمارات. هذا يتزامن مع جهود الإمارات في بناء اقتصاد رقمي قوي، مثل مشروع “المدينة الذكية” في أبوظبي.

  • الاستثمار والتنويع الاقتصادي: أكد سمو الشيخ خالد أهمية جذب الاستثمارات الأجنبية لدعم مشاريع التنويع، مثل صناديق الثروة السيادية الإماراتية. ومن جانبها، أعربت “ستيت ستريت” عن اهتمامها بمساعدة الإمارات في إدارة أصولها وتوسيع نطاق عملها في الشرق الأوسط.

  • التعاون الإقليمي: شملت المناقشات إمكانية إنشاء شراكات لدعم المشاريع المشتركة في المنطقة، مثل تمويل مشاريع الطاقة المتجددة والتعليم، مما يعزز من الاستدامة الاقتصادية.

أهمية التعاون

يُعتبر هذا الاجتماع خطوة حاسمة نحو تعزيز العلاقات بين الإمارات وشركات الخدمات المالية العالمية. بالنسبة للإمارات، فإن الشراكة مع “ستيت ستريت” ستساهم في نقل خبرات عالمية إلى السوق المحلية، مما يعزز من كفاءة القطاع المالي ويجذب المزيد من الاستثمارات. وفقاً لتقرير صادر عن وزارة الاقتصاد الإماراتية، شهدت الإمارات نمواً في قطاع الخدمات المالية بنسبة 15% في السنوات الأخيرة، ويُتوقع أن يصل إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2025.

من جانبها، تعبر “ستيت ستريت” عن رغبتها في توسيع وجودها في الشرق الأوسط، حيث يُعد الإقليم واحداً من أسرع المناطق نمواً في مجال الاستثمار. قال رئيس الشركة التنفيذي، رون أو’هانلون، في بيان رسمي: “نحن متحمسون لمناقشة فرص التعاون مع الإمارات، حيث يمكن أن نساهم في بناء اقتصاد قوي ومستدام”.

التحديات والتوقعات

رغم الفرص الواعدة، قد يواجه هذا التعاون بعض التحديات، مثل اللوائح التنظيمية الصارمة في الإمارات والتغيرات الاقتصادية العالمية. ومع ذلك، يعتقد خبراء الاقتصاد أن هذه الشراكة ستكون مفيدة لكلا الطرفين، حيث ستساعد الإمارات في تحقيق أهدافها في التنويع الاقتصادي، بينما ستفتح “ستيت ستريت” أبواباً جديدة في المنطقة.

في الختام، يبدو أن مباحثات سمو الشيخ خالد بن محمد مع “ستيت ستريت” جزء من استراتيجية أوسع لجعل الإمارات قوة مالية عالمية. إذا نجحت هذه الشراكة، فقد تكون بداية لعصر جديد من التعاون الدولي في الشرق الأوسط، مما يعزز النمو الاقتصادي المشترك. سيتابع الجميع التطورات القادمة بهذا الشأن.