جهاز أمني يرد على لقاء قيادات مدينة مصراتة مع رئيس أركان الجيش العام.

تم نشر بيان رسمي من قبل جهاز مكافحة الإرهاب والتنظيمات المتطرفة في ليبيا، ينفي فيه الشائعات المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي حول اجتماع مزعوم لأفراد من الجهاز في مدينة سرت. هذه الشائعات ارتبطت بلقاء قيادات من مدينة مصراتة مع رئيس الأركان العامة، خالد حفتر، مما أثار بعض الجدل والتكهنات حول دور الجهاز في الشأن العام.

نفي شائعات مكافحة الإرهاب

في هذا السياق، أكد جهاز مكافحة الإرهاب أنه تابع كافة المنشورات والشائعات المتداولة بهدوء ودقة، موضحًا أن أي تصرفات فردية، إن حدثت، لا تعبر عن سياسة الجهاز أو تمثله بأي حال من الأحوال. يؤكد الجهاز على التزامه بضوابط مهنية صارمة، حيث يركز جهوده على أداء المهام الرسمية دون الانخراط في أي تحركات خارج نطاق اختصاصه. هذا النهج يعكس حرص الجهاز على الحفاظ على سلامة عمله في مواجهة التحديات الأمنية، خاصة في ظل الظروف السياسية المعقدة التي تشهدها البلاد.

التزام بمحاربة الإرهاب

مع ذلك، يظل الجهاز ملتزمًا بمسؤولياته الأساسية في محاربة التنظيمات المتطرفة وحماية الأمن الوطني. في البيان، دعا الجهاز المواطنين ووسائل الإعلام إلى ضرورة الالتزام بتحري الدقة والحذر من الشائعات المغرضة، التي قد تهدف إلى زعزعة الثقة في المؤسسات الأمنية. هذا الدعوة تأتي في وقت يشهد فيه البلد محاولات متعددة لتخريب الجهود الأمنية، مما يبرز أهمية تعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة مثل هذه التحديات. على سبيل المثال، في الشهور الأخيرة، ازدادت الحملات الإعلامية غير المسؤولة، والتي غالبًا ما تستغل التوترات السياسية لتشويه صورة الجهاز، رغم أن هذا الجهاز يعمل بكفاءة لمكافحة التهديدات الحقيقية.

يبرز هذا البيان كخطوة مهمة في تعزيز الشفافية داخل الأجهزة الأمنية، حيث يؤكد على أن المؤسسات الأمنية في ليبيا ليست جزءًا من التجاذبات السياسية الداخلية، بل هي ملتزمة بحماية الشعب والوطن. في الواقع، يعاني البلد من آثار الصراعات السابقة، مما يجعل مهمة مكافحة الإرهاب أكثر تعقيدًا، حيث يتطلب الأمر تنسيقًا دقيقًا بين الجهات المعنية لمواجهة التنظيمات المتطرفة التي تهدد الاستقرار. من هنا، يدعو الجهاز إلى دعم المبادرات الوطنية لتعزيز الأمن، مع التركيز على بناء قدرات الفرق الأمنية من خلال تدريبات مكثفة وتبادل المعلومات مع الشركاء الدوليين.

بالإضافة إلى ذلك، يلفت البيان الانتباه إلى خطورة الشائعات في زمن الإعلام الرقمي، حيث يمكن أن تنتشر المعلومات غير الدقيقة بسرعة كبيرة، مما يؤدي إلى تفاقم التوترات الاجتماعية. لذا، يرى الجهاز أن تعزيز الثقافة الإعلامية المسؤولة هو جزء أساسي من جهود مكافحة الإرهاب، حيث يساعد في منع استغلال الإعلام لأغراض سياسية. في الختام، يؤكد الجهاز أنه سيستمر في أداء واجبه مع الحفاظ على الحياد والالتزام بالقانون، مشددًا على أن الاستقرار الوطني يتطلب تعاونًا جماعيًا من جميع الأطراف. هذا الالتزام يعكس رؤية مستقبلية لليبيا أكثر أمانًا واستقرارًا، بعيدًا عن تأثيرات الشائعات والصراعات الداخلية.