أمين عام حزب الله يوضح موقفه تجاه استهداف منزل نتنياهو ودور الزعيم الإيراني في التصعيد ضد إسرائيل.

وصف الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، الهجمات على منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنها نتيجة لعمليات استخباراتية دقيقة، مع تأكيده على أن الحزب يمارس دوره دون تدخل خارجي مباشر من قيادة إيران. في تصريحاته، أكد قاسم أن الدعم الإيراني يأتي في شكل مساعدات متنوعة، بينما يظل القرار النهائي محليًا تمامًا، مما يعكس استراتيجية مستقلة للحزب في مواجهة التحديات.

تصريحات نعيم قاسم لحزب الله

في حديث نقلته وسائل إعلامية، شدد الأمين العام على أن المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، قدم دعمًا شاملاً للمقاومة، إذ تابع تفاصيل المواجهات ومتطلباتها دون أن يتجاوز ذلك إلى قيادة مباشرة للعمليات. هذا النهج، كما وصفه قاسم، يؤكد على الحفاظ على السيادة الذاتية للحزب في اتخاذ قراراته، رغم الروابط الواضحة مع الحلفاء. كما أوضح أن الأحاديث المتداولة حول قيادة إيرانية للمعارك مع إسرائيل هي مجرد مزاعم غير دقيقة، محافظًا على خطاب يبرز الاستقلالية في السياسات العسكرية والسياسية.

دعم المقاومة في الصراع

من جانب آخر، ركز قاسم على تفاصيل الهجمات، موضحًا أنها جاءت بناءً على عمل استخباري دقيق مصحوبًا بقرار سياسي واضح، يعكس الالتزام بمبادئ الدفاع المشروع. لم يخفِ الحديث عن الدور الذي يلعبه الحزب في حماية الشعوب، حيث أكد أن الهجمات ليست إعلانًا لحرب جديدة، بل ردًا على محاولات التهديد بالإبادة والاحتلال. في سياق مشابه، أشار إلى أن الحزب يرفض أي خيارات تؤدي إلى كارثة، مفضلاً استراتيجيات تعزز الكرامة الوطنية وتبني مستقبلًا أكثر أمانًا واستقرارًا. هذا التوجه يظهر في كل خطوات الحزب، سواء في التعامل مع التحديات اليومية أو في وضع خطط طويلة الأمد لتعزيز القوة الدفاعية.

بالعودة إلى التصريحات، يبرز أن قاسم سعى إلى توضيح السياسات الداخلية للحزب، مشددًا على أن الدعم الخارجي، وإن كان حاسمًا، لا يعني التنازل عن القيادة المحلية. على سبيل المثال، ذكر أن التركيز يبقى على بناء قدرات المقاومة من خلال التدريب والتخطيط الدقيق، مع الالتزام بمبادئ السلام والأمان للشعوب المتضررة. هذا النهج يعكس رؤية شاملة للصراع، حيث يجمع بين الدفاع عن الحقوق والحرص على تجنب التصعيد غير الضروري. كما أكد قاسم في كلماته أن الحزب يعمل دائمًا ضمن إطار يحترم القانون الدولي، رافضًا أي اتهامات بالتطرف أو الاندفاع في القرارات.

في السياق ذاته، يمكن رؤية أن هذه التصريحات تشكل جزءًا من جهد أوسع لتعزيز الرواية الرسمية للحزب، حيث يبرز دور الشعب في صنع القرارات. على سبيل المثال، تحدث قاسم عن كيفية أن المقاومة تعتمد على دعم الجماهير المحلية، مما يجعلها أكثر فعالية واستدامة. هذا الارتباط بين القيادة والشعب يُعتبر مفتاحًا لنجاح أي عملية دفاعية، حسب وصفه، إذ يضمن الالتزام بمصالح الجماعات المتضررة. بالإضافة إلى ذلك، أشار إلى أهمية التنسيق الداخلي للحزب، حيث يتم مناقشة الخطط بعناية قبل تنفيذها، مما يضمن الدقة والكفاءة في كل خطوة.

أما فيما يتعلق بالمستقبل، فإن قاسم رسم صورة أملية، مؤكدًا أن الحزب لن يتوقف عن سعيه لتحقيق السلام العادل، مع الاستمرار في تعزيز قدراته الدفاعية. هذا التوازن بين الدفاع والدبلوماسية يُظهر عمق الاستراتيجية، حيث يركز على بناء تحالفات إقليمية تدعم الهدف الرئيسي من دون الوقوع في فخ التصعيد. في النهاية، تكمن قوة الحزب، كما قال، في قدرته على الإلهام والتأثير، مستندًا إلى مبادئ المقاومة الشاملة التي تجمع بين العقلانية والإصرار. هكذا، يستمر الحزب في رسم طريقه نحو مستقبل أفضل، محافظًا على دوره كحارس للكرامة والحقوق.