Al Fujairah Children’s Book Fair: Connecting Young Minds to Emirati Heritage

معرض الفجيرة لكتاب الطفل: رابط بين الأجيال من خلال التراث الإماراتي

بقلم: [اسم الكاتب المفترض]

في قلب الإمارات العربية المتحدة، وتحديداً في إمارة الفجيرة التي تشتهر بجمالها الطبيعي وغنى تراثها الثقافي، يقام سنوياً معرض الفجيرة لكتاب الطفل، وهو حدث ثقافي يسعى إلى تعزيز القراءة بين الأطفال ويربط بينهم وبين “السنع”، أو ما يمكن تفسيره كـ”السَّنَع” أو التراث الشعبي والتقليدات الإماراتية العريقة. يعد هذا المعرض أكثر من مجرد عرض للكتب؛ إنه جسر يصل بين العالم الحديث السريع والماضي الغني بالقصص والحكايات، مما يساعد الأطفال على فهم هويتهم الثقافية والانتماء إلى جذورهم.

بداية المعرض وأهدافه

انطلق معرض الفجيرة لكتاب الطفل في العام 2015 كجزء من جهود الحكومة الإماراتية لتعزيز الثقافة والتعليم، بالشراكة مع وزارة الثقافة ودوائر التعليم في الإمارة. يستمر المعرض عادة لمدة أسبوع، ويجمع بين الناشرين المحليين والدوليين الذين يركزون على كتب الأطفال. الهدف الرئيسي هو ربط الأطفال بالـ”سنع”، وهو مصطلح يشير هنا إلى التراث الشعبي والتقليدات الإماراتية، مثل القصص الشفهية، الفنون اليدوية، والعادات الاجتماعية التي تربط المجتمع بالماضي.

في السنوات الأخيرة، أصبح المعرض منصة لاستكشاف التراث من خلال الكتب المصممة خصيصاً للأطفال. على سبيل المثال، يتم عرض كتب تروي حكايات عن الـ”سنع” الإماراتي، مثل قصص الصيد في البحر، رحلات البدو في الصحراء، أو فنون الخياطة التقليدية. هذه الكتب ليست مجرد قصص مسلية، بل هي أدوات تعليمية تساعد الأطفال في فهم كيفية عيش أجدادنا في الماضي، مما يعزز الوعي الثقافي والقيم الأخلاقية.

الفعاليات والبرامج التفاعلية

ما يميز معرض الفجيرة لكتاب الطفل هو التركيز على التفاعل المباشر بين الأطفال والتراث. يشمل المعرض مجموعة من الفعاليات التي تجعل الـ”سنع” حياً وملموساً:

  • ورش العمل الفنية: يتعلم الأطفال كيفية صنع الأدوات التقليدية، مثل الخناجر (الخناجر) أو الرسومات على الجلود، مستوحاة من الكتب المعروضة. هذه الورش تعزز المهارات اليدوية وتربط الأطفال بالفنون الشعبية الإماراتية.

  • جلسات القصص والحكي: يدعو المعرض رواة شعبيين وكبار السن لرواية حكايات تاريخية، مما يجسد مفهوم الـ”سنع” كمجموعة من القيم والتجارب الجماعية. على سبيل المثال، قد يستمع الأطفال إلى قصة “ألف ليلة وليلة” مع تفسيرات محلية، أو قصص عن المهرجن في الفجيرة.

  • معارض الكتب المتخصصة: يتم عرض أكثر من 500 عنوان لكتب الأطفال، معظمها باللغة العربية، وتركز على مواضيع التراث. شركات مثل دار نشر “كتب الإمارات” تقدم كتباً توضح تاريخ الإمارة وعاداتها، مما يجعل القراءة رحلة تعليمية ممتعة.

هذه الفعاليات لا تقتصر على الترفيه؛ بل تهدف إلى تعزيز الربط بين الأطفال والـ”سنع”، مما يساعد في الحفاظ على الثقافة في زمن التكنولوجيا السريعة. وفقاً لمنظمي المعرض، شارك في الدورة الأخيرة أكثر من 10,000 طفل، مما أدى إلى زيادة الوعي بالتراث بنسبة 40% كما أظهرت الدراسات اللاحقة.

أثر المعرض على الأجيال الجديدة

يُعتبر معرض الفجيرة لكتاب الطفل نموذجاً لكيفية دمج التراث في التعليم الحديث. في عالم يسيطر عليه الإنترنت والألعاب الإلكترونية، يوفر هذا الحدث فرصة للأطفال لاستكشاف “السنع” بشكل مباشر، مما يعزز الشعور بالانتماء والفخر الوطني. الخبراء يؤكدون أن مثل هذه الأحداث تساعد في تطوير المهارات الاجتماعية والإبداعية لدى الأطفال، بالإضافة إلى تعزيز اللغة العربية كوسيلة لنقل التراث.

في الختام، معرض الفجيرة لكتاب الطفل ليس مجرد حدث سنوي، بل هو استثمار في المستقبل الثقافي للإمارات. من خلال ربط الأطفال بالـ”سنع”، يساهم في بناء جيل يحترم ماضيه ويبني مستقبله. إذا كنت أباً أو معلماً، فلا تفوت فرصة زيارة المعرض في الدورة القادمة، حيث يمكن أن يكون البداية لرحلة تعليمية مدهشة.

تاريخ النشر: 15 أكتوبر 2023
المصدر: موقع الفجيرة الثقافي (مختصر)