عاجل: قوات الدعم السريع تسيطر على الزريبة في شمال كردفان.

كشفت مصادر إعلامية اليوم الأحد أن قوات الدعم السريع تمكنت من السيطرة على بلدة الزريبة في شمال كردفان، مع تزايد موجات النزوح بين السكان المحليين. هذه التطورات تأتي في سياق الصراعات المستمرة في السودان، حيث شهدت المنطقة تصعيداً في الأحداث العسكرية. كما أن مجموعات حقوقية محلية وجهت اتهامات بارتكاب قوات الدعم السريع لأعمال عنف واسعة النطاق ضد المدنيين في مدينة بارا، بما في ذلك حوادث قتل ونهب، بعد سيطرتهم عليها في الأيام السابقة. يُعتبر هذا الوضع جزءاً من التوترات الأوسع في المنطقة، حيث أدت المواجهات إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

سيطرة قوات الدعم السريع

بعد سلسلة من المعارك الحاسمة، أعلنت قوات الدعم السريع عن السيطرة الكاملة على مدينة بارا في ولاية شمال كردفان، موضحة أن هجوماً واسعاً من عدة محاور ساهم في تحطيم دفاعات الخصوم. هذا الإعلان يأتي كرد فعل لمحاولات الجيش السوداني السابقة لاستعادة السيطرة، حيث كان قادة الجيش قد أعلنوا في 11 سبتمبر الماضي عن تطهير المدينة من تلك القوات. مع ذلك، يبدو أن السيطرة الحالية تعزز من وجود قوات الدعم السريع في المناطق الاستراتيجية. تكمن أهمية بارا في موقعها الجيوسياسي، إذ تقع على الطريق الوطني الذي يصل بين ولايات كردفان الجنوبية ودارفور الغربية وباقي البلاد، مروراً بمدينة أم درمان. هذا الموقع يجعلها نقطة حيوية في النزاعات الحالية، حيث يمكن أن تؤثر السيطرة عليها على تدفقات التجارة والعمليات العسكرية في المنطقة.

انتهاكات القوات المسلحة

في السياق نفسه، يُشار إلى أن الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها القوات المسلحة في السودان تثير مخاوف دولية حول سلامة المدنيين. منذ بداية الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023، شهدت البلاد تفاقماً في الأزمة الإنسانية، حيث أسفرت المواجهات عن سقوط ضحايا كبيرين. تقارير محلية ودولية تشير إلى أن حوالي 20 ألف شخص قضوا نحبهم، بينما تجاوز عدد المتضررين 15 مليوناً، منهم نازحون ولاجئون يعانون من ظروف قاسية. هذه الأرقام تبرز حجم الكارثة، حيث أدت النزاعات إلى تفكك المجتمعات وتدمير البنية التحتية في مناطق مثل كردفان ودارفور. يُعتبر النزوح الجماعي من بارا والمناطق المجاورة دليلاً على الضغط الشديد الذي يواجهه السكان، الذين يبحثون عن ملاذ آمن وسط انتشار الاقتتال. بالإضافة إلى ذلك، فإن الاتهامات بالمجازر وانتهاكات حقوق الإنسان في بارا تُعزز من الحاجة إلى حلول سياسية عاجلة لوقف الدماء وإعادة الاستقرار.

تستمر الأزمة في السودان في إثارة القلق، حيث يؤدي الصراع إلى تعزيز الدور الذي تلعبه القوات المتنازعة في تشكيل المشهد الأمني. على سبيل المثال، سيطرة قوات الدعم السريع على الزريبة قد تفتح الباب أمام تطورات أخرى في المناطق الحدودية، مما يزيد من تعقيد الوضع. من جانب آخر، يُلاحظ أن الجيش السوداني يحاول تعزيز وجوده في المناطق الاستراتيجية لمواجهة هذه التحركات، لكن النتائج الميدانية تبقى غير مستقرة. في النهاية، يتطلب الأمر جهوداً مشتركة للحد من التصعيد وضمان حماية المدنيين، خاصة في ظل الآثار الطويلة الأمد على الاقتصاد والمجتمع السوداني، حيث يواجه الملايين تحديات الفقر والتشريد والحرمان من الخدمات الأساسية. هذه الواقعة تجسد الصراع الدائر بين القوى المتنافسة وتؤكد على ضرورة البحث عن حلول سلام دائمة لاستعادة السلام والاستقرار في البلاد.