Tracking My Stolen Phone to London, Dubai, and China: 117,000 Phones Stolen in London Annually

شاهدت هاتفي المسروق يتجه إلى لندن ودبي والصين.. سرقة 117 ألف هاتف في لندن خلال عام

في عصر الرقمنة الحديث، أصبح الهاتف الذكي أكثر من مجرد أداة اتصال؛ هو جزء من حياتنا اليومية، يحتوي على ذكرياتنا، بياناتنا الشخصية، وأحيانًا أسرارنا. لكن ماذا لو اكتشفت أن هاتفك المسروق يسافر عبر دول العالم دون علمك؟ هذا هو ما حدث لسيدة بريطانية، التي روت قصتها الصادمة عن تتبع هاتفها المسروق وهو ينتقل من لندن إلى دبي والصين، فيما يعكس حجم كارثة سرقة الهواتف في العاصمة البريطانية، حيث سُرقت أكثر من 117 ألف جهاز خلال عام واحد فقط.

القصة الشخصية: رحلة هاتف مسروق عبر الحدود

تُحكى القصة من خلال شهادة امرأة أمريكية مقيمة في لندن، كانت قد خسرت هاتفها الذكي خلال حادث سرقة عشوائي في شوارع العاصمة البريطانية. بفضل تطبيقات التتبع المدمجة في الهواتف الذكية، مثل “Find My” الخاص بأجهزة آيفون، استطاعت مراقبة حركة هاتفها بعد السرقة. بدأت الرحلة غير المتوقعة من لندن، حيث تم الاستيلاء عليه، ثم انتقل إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة، وصولًا إلى الصين، وهي مركز صناعي رئيسي للأجهزة الإلكترونية.

في مقابلة مع وسائل إعلامية، قالت المرأة: “كنت مصدومة عندما رأيت على الخريطة الرقمية أن هاتفي يغادر المملكة المتحدة إلى دبي، ثم يتوجه شرقًا إلى الصين. لم أكن أتوقع أن يكون سرقة هاتفي جزءًا من شبكة دولية للتهريب”. هذه القصة ليست فردية؛ إنها تعكس ظاهرة واسعة النطاق تتجاوز الحدود الجغرافية، حيث يتم نقل الهواتف المسروقة بسرعة لإعادة بيعها أو تفكيكها واستخدام أجزائها في أسواق سوداء.

إحصائيات مخيفة: 117 ألف هاتف مسروق في لندن

وفقًا لتقارير الشرطة البريطانية ومنظمات مكافحة الجرائم، سُرقت أكثر من 117 ألف هاتف ذكي في لندن خلال العام 2022-2023 وحده. هذا الرقم يمثل زيادة ملحوظة مقارنة بالسنوات السابقة، ويعزى إلى عوامل متعددة مثل الازدحام في الشوارع، انتشار السياح، والإغراء الاقتصادي للهواتف الفاخرة مثل آيفون وسامسونج. في الواقع، تشير الإحصائيات إلى أن لندن تُعتبر واحدة من أكثر المدن تضررًا في أوروبا من سرقة الهواتف، حيث يحدث ما يقرب من 320 سرقة يوميًا فيها.

هذه السرقات ليس هدفها مجرد بيع الهواتف المباشر؛ بل تشكل جزءًا من سلسلة إجرامية معقدة. يتم نقل الأجهزة إلى دول مثل دبي، التي تُعتبر مركزًا تجاريًا حيويًا، ثم إلى الصين لتفكيكها وإعادة تصنيع أجزائها، مثل البطاريات، الشاشات، والمعالجات. هذا السيناريو يجعل من الصعب على السلطات تتبع هذه الأجهزة، خاصة مع وجود شبكات إجرامية منظمة تستغل التجارة الدولية.

التحديات والأبعاد الدولية

مشكلة سرقة الهواتف في لندن ليست محلية فحسب، بل تمتد إلى تحديات دولية. في دبي، على سبيل المثال، يتم استيراد آلاف الهواتف المستعملة سنويًا، بعضها مشبوه، مما يجعل من الصعب التمييز بين الجهاز المشروع والمسروق. أما في الصين، فإن صناعة الإلكترونيات الضخمة تحول هذه الأجهزة إلى أجزاء تُعاد تصديرها، مما يعزز الاقتصاد غير الشرعي.

يؤكد خبراء الأمن السيبراني أن هذه الظاهرة تتعلق بأكثر من فقدان جهاز؛ إنها تهدد خصوصية الأفراد، حيث يمكن لللصوص الوصول إلى البيانات الشخصية مثل الحسابات المصرفية أو التطبيقات الحساسة. كما أنها تضر بالاقتصاد، إذ تتجاوز تكلفة السرقات مليارات الدولارات سنويًا، وفقًا لتقارير منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD).

الحلول والتوصيات: كيف نحمي أنفسنا ونعزز التعاون الدولي

أمام هذه الوضعية، يجب على السلطات في لندن وغيرها تعزيز الإجراءات الأمنية، مثل زيادة عدد الكاميرات في المناطق العامة وتفعيل تشريعات أكثر صرامة لمكافحة التهريب الدولي. كما يدعو الخبراء إلى تعاون دولي أفضل بين الشرطة البريطانية ومكافحي الجريمة في دبي والصين، لتبادل المعلومات والقضاء على الشبكات الإجرامية.

بالنسبة للمستخدمين العاديين، هناك خطوات بسيطة يمكن اتخاذها للوقاية:

  • استخدام تطبيقات التتبع وتفعيل خاصية “مسح بعيد” على الهواتف.
  • تجنب استخدام الهواتف في الأماكن المزدحمة دون حذر.
  • شراء أجهزة محمية بأكواد PIN أو بصمات أصابع.
  • الإبلاغ الفوري عن السرقة للسلطات لمساعدة في تتبعها.

في الختام، قصة هاتف المسروق الذي سافر من لندن إلى دبي والصين ليست مجرد حكاية شخصية، بل هي مؤشر على مشكلة عالمية تتطلب جهودًا مشتركة. إذا لم نتعامل معها بجدية، فإن الملايين من الأجهزة ستستمر في الاختفاء، معها ذكرياتنا وأماننا. هل من الممكن أن يكون هاتفك التالي في رحلة غير معلنة؟ الوقت للعمل قد حان.