قبل أن نستعرض التفاصيل، يبرز حادثان متتاليان أثارا مخاوف في المنطقة الاستراتيجية لآسيا، حيث تعرضت طائرتان للبحرية الأمريكية لتحطم أثناء عمليات روتينية فوق بحر الصين الجنوبي، مما أدى إلى إنقاذ جميع أفراد الطاقم بسلام، في أحداث شهدتها الأيام الأخيرة لعام 2023.
حوادث تحطم الطائرات الأمريكية في بحر الصين الجنوبي
في الأحد الماضي، أعلن أسطول البحرية الأمريكية في المحيط الهادئ عن تحطم مروحية من طراز MH-60R Seahawk وطائرة مقاتلة من طراز F/A-18F Super Hornet خلال عمليات طبيعية منفصلة فوق بحر الصين الجنوبي. وقع الحادث الأول حوالي الساعة 2:45 مساءً بالتوقيت المحلي، أثناء إقلاع المروحية من حاملة الطائرات USS Nimitz، حيث تم إنقاذ ثلاثة أفراد طاقمها بأمان من قبل فرق البحث والإنقاذ. أما الحادث الثاني، فقد حدث بعد نحو نصف ساعة، حين قفز فردا الطاقم من المقاتلة بالمظلة وتم استsalاكهم دون إصابات. أكدت البحرية الأمريكية أنها باشرت تحقيقًا فوريًا للكشف عن أسباب هذه الحوادث، خاصة في منطقة تُعتبر بؤرة اشتعال محتملة للتوترات الدولية.
سقوط الطائرات العسكرية وبعد الحوادث
رغم الإنقاذ الناجح، أثار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الحادثين كمحادث مع الصحفيين خلال رحلة دبلوماسية، وصفها بأنها “غير عادية للغاية”، معتبرًا أن مشكلة في الوقود قد تكون السبب. وقال إن التحقيقات ستكشف الحقيقة، مؤكدًا أنه ليس هناك ما يخفى. هذه الحوادث تأتي في سياق صراعات إقليمية حادة، إذ يتنازع العديد من الدول على سيطرة بحر الصين الجنوبي، الذي تحيط به الصين ودول جنوب شرق آسيا، حيث تزعم بكين ملكيتها لمعظم الممر المائي رغم قرار محكمة دولية معارض. خلال العقود الأخيرة، عملت الصين على تعزيز مطالبها عبر إقامة منشآت عسكرية على الجزر والشعاب المرجانية، ما يهدد حرية الملاحة والتجارة بحسب وجهة نظر الولايات المتحدة.
يحافظ الجيش الأمريكي على وجود قوي في المنطقة لدعم حلفائه ومواجهة التصعيد الصيني، وهذه الحوادث تحدث في وقت يشهد توترات متزايدة بين البلدين. على سبيل المثال، فرضت كل من الولايات المتحدة والصين عقوبات متبادلة في الأسابيع الأخيرة، لكن وزير الخزانة سكوت بيسنت أعلن عن اتفاق تجاري إطاري لتخفيف التوترات قبل لقاء محتمل بين ترامب والرئيس الصيني شي جين بينغ. من جانب آخر، تشير التقارير إلى أن هذه ليست الحوادث الأولى، حيث فقدت البحرية طائرتين من طراز F/A-18 في البحر الأحمر خلال الربيع الماضي، إحداهما سقطت من حاملة طائرات بسبب مشكلة فنية، والأخرى خلال رحلة تدريبية قبالة سواحل فرجينيا في أغسطس. يُذكر أن طائرة F/A-18، التي تبلغ تكلفتها حوالي 60 مليون دولار، هي الرابعة على الأقل التي تخسرها البحرية هذا العام.
أما حاملة الطائرات USS Nimitz، فهي واحدة من أكبر السفن الحربية في العالم وأقدم حاملة طائرات أمريكية حاليًا، ومن المتوقع إحالتها إلى التقاعد العام المقبل. في هذا السياق، تعكس هذه الحوادث الضغوط التشغيلية على القوات المسلحة الأمريكية، خاصة مع التركيز الدبلوماسي على آسيا. من المتوقع أن تركز محادثات ترامب مع شي على قضايا التجارة، لكن الخلفية الأمنية في بحر الصين الجنوبي قد تؤثر على مسار العلاقات بين البلدين. في النهاية، تبرز هذه الأحداث أهمية تعزيز الإجراءات الوقائية لتجنب المخاطر في المناطق الحساسة، مع الحرص على الحفاظ على التوازن الإقليمي في وجه التحديات الجيوسياسية.

تعليقات