خالد بن محمد يبحث فرص التعاون وتطوير الشراكات مع رئيس «ستيت ستريت»
تقرير خاص من أبو ظبي
في خطوة تؤكد على التزام الإمارات العربية المتحدة بتعزيز الشراكات الدولية وتعزيز الاقتصاد العالمي، التقى سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد إمارة أبو ظبي، مؤخراً مع رون أوهانلي، الرئيس التنفيذي لشركة «ستيت ستريت»، إحدى أكبر مؤسسات الخدمات المالية في العالم. كان اللقاء الذي جاء في سياق جهود الإمارات لجذب الاستثمارات العالمية وتطوير الشراكات الاستراتيجية، محوره مناقشة فرص التعاون في مجالات التمويل، التكنولوجيا، والاستثمارات المستدامة.
يأتي هذا اللقاء في وقت تشهد فيه أبو ظبي تحولاً اقتصادياً كبيراً، حيث تركز الإمارة على تنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط، من خلال الاستثمار في القطاعات المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي، التمويل الرقمي، والطاقة المتجددة. وفقاً لمصادر مطلعة، بحث الاجتماع سبل تعزيز الشراكات بين أبو ظبي وشركة «ستيت ستريت»، التي تتميز بخبرتها في إدارة الأصول والخدمات المصرفية العالمية، لدعم مشاريع الإمارات في هذه المجالات.
خلفية اللقاء وأهميته
سمو الشيخ خالد بن محمد، الذي يشغل منصب نائب رئيس مجلس الوزراء وولي عهد أبو ظبي، يُعد رأس حربة في استراتيجية الإمارات لجذب الاستثمارات الأجنبية، حيث ساهم في إطلاق مبادرات مثل «رؤية أبو ظبي 2030» التي تهدف إلى تحويل الإمارة إلى مركز عالمي للابتكار والاقتصاد الرقمي. من جانبه، أكد سمو الشيخ خلال اللقاء على أهمية بناء جسور التعاون مع الشركات العالمية لتحقيق التنمية المستدامة.
أما شركة «ستيت ستريت»، المقر الرئيسي لها في بوسطن بولايات المتحدة، فهي واحدة من أكبر الأسماء في عالم التمويل، مع إدارتها لأصول تزيد عن 3.6 تريليون دولار. يرأسها رون أوهانلي، الذي يمتلك خبرة واسعة في صناعة الاستثمارات، وكان اللقاء فرصة لتبادل الآراء حول كيفية دعم أهداف الإمارات في التنويع الاقتصادي.
خلال المناقشات، ركز الجانبان على فرص التعاون في عدة مجالات رئيسية، بما في ذلك:
-
الاستثمارات الرقمية والتكنولوجيا المالية (فينتك): بحث الطرفان كيفية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والبلوكشين لتحسين خدمات التمويل في أبو ظبي، مع الاستفادة من خبرة «ستيت ستريت» في هذه التكنولوجيا لدعم المشاريع الإماراتية.
-
الاستثمارات المستدامة: مع تزايد الاهتمام العالمي بقضايا المناخ، ناقشا فرص الشراكة في مجال الطاقة المتجددة والصناديق الاستثمارية الأخضرة، حيث تسعى أبو ظبي إلى تعزيز دورها كمركز عالمي للطاقة النظيفة.
-
تطوير الشراكات الاستراتيجية: تم التأكيد على إنشاء شراكات طويلة الأمد، مثل عقد اتفاقيات لتبادل المعرفة والتدريب، لتعزيز قدرات القطاع المالي في الإمارات.
تصريحات الجانبين
في بيان صحفي صادر عن مكتب سمو الشيخ خالد بن محمد، أكد أن «هذا اللقاء يعكس التزامنا ببناء جسر من الثقة مع الشركاء العالميين، ويفتح آفاقاً جديدة للتعاون في مجالات الاقتصاد الرقمي والاستثمار المستدام. نحن نرى في شركة «ستيت ستريت» شريكاً استراتيجياً يمكنه دعم رؤيتنا لمستقبل أفضل».
من جانبه، قال رون أوهانلي، رئيس «ستيت ستريت»: «نحن متحمسون لمناقشة فرص التعاون مع أبو ظبي، إحدى الدول الرائدة في المنطقة. هذا اللقاء يمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الاستثمارات العالمية ودعم التنمية الاقتصادية في الإمارات».
النتائج المتوقعة والتأثير العالمي
يُتوقع أن يؤدي هذا الاجتماع إلى توقيع اتفاقيات أولية في الأشهر المقبلة، مما سيعزز من مكانة أبو ظبي كمركز مالي عالمي. بالإضافة إلى ذلك، يعكس هذا اللقاء الاتجاه العام للإمارات نحو تعزيز التعاون الدولي، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العالمية مثل التضخم والتغير المناخي.
في الختام، يُمثل لقاء خالد بن محمد مع رئيس «ستيت ستريت» دليلاً على أن الإمارات مستمرة في سعيها لتحقيق الريادة الاقتصادية من خلال الشراكات الاستراتيجية. هذا التعاون لن يفيد الإمارات فحسب، بل سيعزز أيضاً الاستقرار الاقتصادي العالمي، مما يفتح آفاقاً جديدة للنمو المشترك.

تعليقات