قوات الدعم السريع تُعلن سيطرتها على الفاشر، آخر معاقل الجيش السوداني في دارفور.

قوات الدعم السريع السودانية شبه العسكرية أعلنت عن سيطرتها على مقر قيادة الجيش في مدينة الفاشر، وهي المنطقة الأخيرة للجيش في إقليم دارفور غرب السودان. هذا الاستيلاء يمثل خطوة حاسمة في الصراع الدائر، حيث أظهرت مقاطع فيديو نشرتها القوات جنودها يهتفون أمام لافتات القاعدة العسكرية. تم التأكيد على موقع هذه اللقطات، لكن التاريخ لم يحدد، في حين لم يصدر الجيش أي بيان فوري حول مواقفه.

استيلاء قوات الدعم السريع على دارفور

يُعد هذا الاستيلاء انتصاراً كبيراً لقوات الدعم السريع، الذي قد يسرع من تقسيم السودان، حيث تسعى هذه القوات إلى تعزيز سيطرتها على إقليم دارفور الواسع. الإقليم شهد تشكيل حكومة موازية هذا الصيف، وفقاً لما زعمته القوات. كما أعلنت سيطرتها على مدينة بارا في شمال كردفان، مما يمثل خطوة أخرى نحو قطع الطرق بين دارفور والعاصمة وأجزاء أخرى من البلاد. حاصرت القوات المدينة لمدة 18 شهراً، خلال معاركها ضد الجيش وحلفائه من المتمردين والمقاتلين المحليين، مما أدى إلى غارات بالطائرات بدون طيار والمدفعية، وأسفر عن مجاعة تهدد حياة 250 ألف شخص في غرب المدينة. النشطاء حذروا من هجمات انتقامية عرقية محتملة، كما حدث في حالات سابقة مثل مخيم زمزم للنازحين.

تقدم القوات شبه العسكرية في الصراع

أكدت قوات الدعم السريع في الأسبوع الماضي سعيها لتسهيل خروج المدنيين والمقاتلين المستسلمين من الفاشر، لكن الشهادات تشير إلى عمليات سطو واختطاف واعتداءات جنسية وقتل على يد جنودها. مقاطع فيديو نشرتها تظهر قوافل من الرجال يغادرون المدينة، مع ادعاءات بأنهم جنود، إلا أن رويترز لم تتمكن من التحقق من تفاصيلها. بعثة الأمم المتحدة أدانت القوات بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب خلال الحصار، بينما اتهم الجيش أيضاً بممارسات مشابهة. لجان المقاومة في الفاشر أشارت إلى استمرار القتال، مع لوم قيادة الجيش لترك مقاتليها يواجهون المعركة بمفردهم. سكان المدينة يعتمدون على محطات ستارلينك للوصول إلى الإنترنت بسبب انقطاع الاتصالات.

الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع اندلعت في أبريل 2023 بسبب خلافات حول دمج القوات خلال الفترة الانتقالية نحو الديمقراطية. نتج عنها تشريد ملايين الأشخاص، ودفع نصف سكان السودان نحو الجوع والأمراض. خلال عطلة نهاية الأسبوع، عقدت الولايات المتحدة اجتماعات مع دول أخرى لمناقشة خطط سلام محتملة، فيما نفى المجلس السيادي الذي يقوده الجيش تورطه في محادثات غير مباشرة. هذه التطورات تبرز عمق الأزمة في السودان، حيث يستمر الصراع في تهديد الوحدة الوطنية واستقرار المنطقة بأكملها، مع مخاوف متزايدة من تفاقم الوضع الإنساني وتوسع الصراعات العرقية والسياسية.