صحيفة المرصد.. بالفيديو: محام يكشف قصة امرأة تعاني الفقر بسبب رفض إخوتها بيع العقارات وتقسيم الميراث

روى المحامي خالد الحجاج قصة مؤثرة لامرأة فقدت والدها، الذي كان تاجراً ناجحاً، واضطرت للعيش على الصدقات لمدة ثلاث سنوات بسبب خلافات عائلية حول ممتلكاته. كانت هذه المرأة تعاني من طمع إخوتها الذين رفضوا بيع العقارات التابعة للتركة، مما جعلها في وضع اقتصادي صعب رغم حقها في نصيب من الإرث. هذه الحكاية تسلط الضوء على كيف يمكن أن يؤدي التأخير في تقسيم التركة إلى معاناة الورثة، خاصة في المجتمعات حيث يرتبط الاستقرار المالي ارتباطاً وثيقاً بالعدالة في توزيع الأملاك.

أهمية قسمة الميراث

في الحديث عن هذه القصة، أكد الحجاج على أن سرعة قسمة التركة يجب أن تكون أولوية، حيث ينص الشرع الإسلامي على خطوات واضحة يجب اتباعها بعد وفاة المورث. يبدأ الأمر بتسديد ديونه، ثم تنفيذ الوصية إن وجدت، وأخيراً توزيع التركة بين الورثة وفقاً للأحكام الشرعية. هذا الترتيب يهدف إلى منع النزاعات ويضمن أن يحصل كل وارث على حقه دون تأخير. في الواقع، أصبحت حالات النزاعات حول الإرث أكثر شيوعاً في عصرنا الحالي، حيث يمتلك بعض الأفراد أصولاً متنوعة تشمل العقارات والأعمال التجارية. لتجنب مثل هذه المشكلات، أشار الحجاج إلى أن العديد من أصحاب الثروات يفضلون الآن تقسيم أموالهم أثناء حياتهم، مما يقلل من فرص الخلافات بعد الوفاة. كما اقترح حلولاً عملية، مثل تعيين شخص موثوق في الوصية ليتولى مسؤولية القسمة فوراً، ليضمن توزيع عادل وسريع يحمي حقوق الجميع. هذا النهج ليس فقط شرعياً بل يعزز الاستقرار العائلي، حيث يمنع تراكم الديون أو فقدان الأصول بسبب الخصومات الطويلة.

توزيع التركة

في سياق توزيع التركة، يبرز الحجاج أهمية التوازن بين التسامح والحفاظ على الحقوق، معتبراً أن النزاعات لا تفيد أحداً وأن التسامح يمكن أن يكون خيراً كبيراً، لكنه يجب ألا يؤدي إلى إهدار المكاسب المستحقة. في قصة المرأة التي عانت من طمع إخوتها، يتضح كيف أن رفض التنازل عن العقارات أدى إلى حرمانها من حياة كريمة، رغم أن الشرع يدعو إلى العدل في توزيع الإرث. ومع ذلك، يؤكد الحجاج على أن الحل يكمن في تعزيز الروابط العائلية من خلال الحوار والتفاهم، مع الحرص على عدم التنازل عن الحقوق الأساسية. على سبيل المثال، يمكن للأفراد أن يدونوا وصايا واضحة تحدد كيفية توزيع التركة، مما يقلل من الغموض ويمنع الاستغلال. في المجتمع السعودي، حيث تكثر القصص المشابهة، أصبح من الضروري تعزيز الوعي بشرعية وأهمية تقسيم التركة، خاصة مع تزايد الثروات والأصول. هذا النهج يساعد في الحفاظ على السلام الأسري ويضمن أن يستفيد الورثة جميعهم دون إجحاف، كما في حالة المرأة التي انتظرت سنوات للحصول على نصيبها. بالإضافة إلى ذلك، يلعب دور القضاء دوراً حاسماً في حل النزاعات، حيث يمكن اللجوء إلى المحاكم لفرض القسمة العادلة إذا فشلت الجهود الأسرية. في نهاية المطاف، يدعو الحجاج إلى أن يكون كل فرد حراً في حماية حقوقه مع الحرص على صلة الرحم، لأن ذلك يعزز الانسجام الاجتماعي ويمنع تكرار قصص المعاناة مثل هذه. بشكل عام، يمثل توزيع التركة خطوة أساسية لضمان العدالة في المجتمعات، حيث يمنع الفقر غير الضروري ويعزز القيم الأخلاقية.