أكد رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أهمية حماية سمعة العشائر كجزء أساسي من النسيج الاجتماعي للبلاد، مؤكداً أن أي إساءة تجاهها غير مقبولة في ظل دورها التاريخي في دعم الدولة والأمن.
العشائر ودورها في تعزيز الاستقرار
في لقاء جمع رئيس الوزراء مع شيوخ وعشائر قبيلة السواعد في محافظة ميسان، أعرب السوداني عن اعتزازه بجهود العشائر في تعزيز القانون ودعم الدولة. شدد على أن العشائر قدمت تضحيات كبيرة من أجل الأمن والاستقرار، خاصة في الرد على فتوى الجهاد الكفائي من المرجعية الدينية العليا. وفقاً للبيان الرسمي، يرى السوداني أن دور العشائر لا يقتصر على الماضي، بل يمتد إلى دعم خطط فرض القانون في مناطق مثل ميسان، حيث يؤكد أنه لا بديل عن سلطة الدولة والمؤسسات، رغم أهمية العشائر في المجتمع. كما حث على ضرورة احترام هذه التضحيات والوقوف ضد أي محاولات لتشويه سمعة العشائر، مع التأكيد على أن الأجهزة الأمنية ستستمر في تنفيذ واجبها وفقاً للقانون.
بالإضافة إلى ذلك، أبرز السوداني أهمية المشاركة في الانتخابات القادمة كمحطة حاسمة لتعزيز مبدأ التداول السلمي للسلطة، مشدداً على أن الشعب العراقي اليوم قادر على التمييز والاختيار الواعي. في سياق هذا اللقاء، عبر عن تقديره لمواقف العشائر الداعمة للقانون والاستقرار، معتبراً أن المحافظة على المكتسبات الديمقراطية أمر حيوي رغم التحديات والأخطاء التي رافقت العملية السياسية. وفيما يتعلق ببرنامج الحكومة، أكد التزام حكومته بتنفيذ المشاريع الخدمية والتنموية عبر العراق، موضحاً أن الحكومة شكلت منذ ثلاث سنوات وتمكنت من تحقيق إنجازات متعددة في مجالات عديدة، مع الالتزام بمواصلة الإصلاحات لضمان مستقبل أفضل.
القبائل ودعم التغيير الديمقراطي
يستمر دور العشائر، أو ما يُعرف بـ”القبائل”، في تشكيل المشهد الاجتماعي والسياسي في العراق، حيث يرى السوداني أنها تشكل شريكاً أساسياً في بناء الدولة. في هذا السياق، دعا إلى تعزيز التعاون بين العشائر والدولة لمواجهة التحديات المستقبلية، مع التركيز على أهمية الانتخابات في تعزيز الحكم الديمقراطي. أشار إلى أن المشاركة الواسعة في الانتخابات ستمنع أي محاولات للإضرار بالعملية السياسية، معتبراً أن الحفاظ على الاستقرار يتطلب من جميع الأطراف، بما في ذلك العشائر، دعم الطريق الديمقراطي. كما أكد السوداني أن الحكومة ملتزمة بتحقيق الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، مثل توسيع المشاريع التنموية في محافظات مثل ميسان، لتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع. في الختام، يؤكد البيان أن هذا النهج يعكس التزاماً شاملاً بتعزيز دور العشائر في بناء مستقبل أكثر أمناً واستقراراً، مع الحرص على عدم السماح بأي إساءة قد تؤثر على سمعتهم أو على مسيرة الإصلاحات الوطنية. هذا الاقتراب يعزز فكرة أن العشائر ليست مجرد جزء تقليدي من المجتمع، بل هي قوة دافعة للتغيير الإيجابي في العراق الحديث.

تعليقات