أكد الدكتور ناصر القحطاني، المدير التنفيذي لبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، أهمية الشمول المالي والتعليم العالي الميسر كعنصرين رئيسيين في استراتيجية مكافحة الفقر وتعزيز التنمية المستدامة في الدول الأقل تطوراً. خلال احتفال مجموعة التنسيق العربية باليوبيل الذهبي في واشنطن، أوضح أن البرنامج يركز على دعم الدول الأكثر احتياجاً من خلال مشاريع تتجاوز المنح التقليدية نحو نماذج مستدامة تعتمد على التمويل الشامل والتعليم المتاح.
الشمول المالي في استراتيجية التنمية
يعد البرنامج الآن مسؤولاً عن تنفيذ أكثر من 1700 مشروع في 160 دولة، مع دعم من مجموعة التنسيق العربية التي ساهمت بأكثر من 300 مليار دولار في الجهود العالمية. شهد البرنامج تحولاً كبيراً في أواخر التسعينيات، حيث انتقل من الاعتماد على التمويل الخيري إلى نموذج تنموي يعتمد على الشمول المالي كأداة رئيسية. من خلال إنشاء تسعة بنوك للشمول المالي في دول مثل الأردن واليمن ولبنان، يسعى البرنامج إلى دمج الفئات المهمشة في النظام المالي، مع تقديم خدمات مثل القروض الصغيرة والادخار والتحويلات. هذا النهج يؤكد أن الشمول المالي ليس مجرد آلية مصرفية، بل طريقة فعالة لإخراج الأفراد من دائرة الفقر، مع توسيع التجربة الآن إلى إفريقيا من خلال بنك إقليمي يدعم دول منظمة الإيقاد.
التكامل التنموي للخدمات المالية
في جانب التعليم، أسس أجفند مبادرة الجامعة العربية المفتوحة بالشراكة مع الجامعة البريطانية المفتوحة، مما مكن أكثر من 400 ألف مستفيد من الحصول على تعليم عالي الجودة بتكاليف منخفضة في تسع دول عربية. هذه المبادرة لم تقتصر على الطلاب المحليين، بل شملت اللاجئين وأفراد الأسر الفقيرة من 193 دولة، مساهمة في خلق تأثير طويل الأمد. كما يركز البرنامج على دعم المزارعين الصغار من خلال مبادرة جديدة بالتعاون مع جامعة شيكاغو والاقتصادي مايكل كريمر، لمواجهة الجفاف والتصحر بشكل مباشر. هذه المبادرة تربط بين الشمول المالي والتنمية الزراعية، حيث تهدف إلى تزويد المزارعين بأدوات التمويل والمعرفة لتحويلهم من فئة فقيرة إلى منتجين فعالين، مع ربط ذلك بمشاريع الأمن الغذائي.
من جانب آخر، يبرز التعاون ضمن مجموعة التنسيق العربية كمثال على الشراكات التنموية التي تتجاوز المساعدات التقليدية نحو مشاريع متكاملة. يؤكد القحطاني أن هذه الاستراتيجية تعزز ثقافة التمكين بدلاً من الاعتماد على العطاء، حيث يجمع البرنامج بين التمويل المبتكر والتعليم لتحقيق العدالة الاقتصادية. بهذا النهج، يستمر أجفند في تعزيز دوره كشريك رئيسي في مكافحة الفقر عالمياً، من خلال نموذج يدمج التنمية الاجتماعية مع الابتكار المالي والزراعي. هذه المبادرات ليس فقط تعزز القدرات المحلية، بل تساهم في بناء مجتمعات أكثر استدامة وعدالة.

تعليقات