في مصر: كيف حولت فنانة واجهات المباني إلى متحف مفتوح مبهر بعنوان “ذهب أسوان”؟

مبادرة ذهب أسوان

في إطار مشروع فني مبتكر يُدعى “ذهب أسوان”، تعاونت الفنانة التشكيلية المصرية مها جميل مع زوجها، الفنان التشكيلي علي عبد الفتاح، لتحويل واجهات العديد من المباني في مدينة أسوان إلى رسوم فنية مفتوحة تنبض بالحياة. هذه المبادرة الفنية التي تعكس جمال الهوية المصرية الأصيلة، تمثل جهدًا لدمج الفن مع التراث الثقافي، حيث استلهمت الألوان الزاهية والتصاميم الإبداعية من جذور التراث النوبي العريق والتاريخ المصري الغني. من خلال هذه اللوحات، يقص الثنائي قصص المجتمعات المحلية في أسوان، مما يمنح المدينة رونقًا بصريًا مميزًا يبرز أصالتها وجمالها التاريخي، كما لو كانت “أرضًا من ذهب” تعيد اكتشاف نفسها من خلال الفن.

تراث أسوان الذهبي

تتجاوز مبادرة “ذهب أسوان” كونها مجرد أعمال فنية على الجدران؛ إنها دعوة للاحتفاء بالإرث الثقافي المصري، حيث حظيت بالدعم الواضح من وزير الثقافة المصري أحمد فؤاد هنو. تم تنفيذ المشروع على عدد من المباني الواقعة على طريق السادات المؤدي إلى مطار أسوان الدولي، بهدف جعل الفن جزءًا أساسيًا من الحياة اليومية. يسعى الوزير من خلال هذا التعاون مع مها جميل وعلي عبد الفتاح إلى تعميم التجربة في محافظات مصرية أخرى، خاصة تلك ذات الطابع السياحي، لتعكس كل منطقة هويتها الفريدة من خلال تصاميم على جدران المباني والمشاريع العمرانية. هذا النهج الفني يعزز الروابط بين الماضي والحاضر، حيث تروي الرسوم قصص الشعوب والحضارات، مثل تلك المتعلقة بالنوبة والفراعنة، مما يجعل أسوان نموذجًا للتنمية الثقافية. في النهاية، تحولت هذه المبادرة إلى رمز للإبداع المصري، حيث تبرز كيف يمكن للفن أن يحيي التراث ويجذب السياح، مع التركيز على أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية في ظل التطورات الحديثة. من خلال هذه المبادرات، تظهر مصر كقوة فنية عالمية، حيث تندمج التقاليد القديمة مع الابتكارات المعاصرة لصنع مستقبل أكثر إلهامًا.