صحيفة المرصد: الحصيني يكشف أبرز خصائص وسم “السماك” ويحذر من انتشار هذه الأمراض!

السماك يُعد واحداً من أبرز الأسماء في علم النجوم والطقس، حيث يشير إلى فترة محددة في التقويم النجمي التقليدي. هذه الفترة ترتبط بتغيرات في المناخ والأنشطة الزراعية، وتشكل جزءاً من التراث العربي في مراقبة السماء. في هذا السياق، يبرز السماك كرمز لانتقال المواسم، حيث يؤثر على الصحة، الزراعة، والحياة اليومية.

صفات وسم السماك

غد السماك يمثل بداية المنزلة الثانية من منازل الوسم، ويمتد لمدة 13 يوماً، وفقاً للتقاليد الفلكية. خلال هذه الفترة، يظهر النجم الخامس من نجوم الخريف كآخر النجوم الشامية، مما يؤدي إلى انتشار أمراض الحساسية المتنوعة، مثل نزلات البرد، الزكام، والأنفلونزا. هذه التغييرات الطقسية تجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة، خاصة مع انخفاض درجات الحرارة وزيادة الرطوبة النسبية في الجو. بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ خلال أيام السماك تراجع الرغبة في شرب الماء، وذلك بسبب الظروف الجوية الباردة التي تجعل الجسم يحتاج إلى كميات أقل من السوائل، في حين يستمر زيادة طول الليل على حساب النهار، مما يؤثر على أنماط الحياة اليومية.

منازل الوسم

منازل الوسم، كمرادف للسماك في السياق النجمي، تشير إلى مراحل التقويم الفلكي التي ترتبط بالزراعة والأنشطة الفصلية. في هذه الفترة، يبدأ زراعة محاصيل مثل البقوليات، الخضروات، والنباتات الورقية، حيث تكون التربة جاهزة للزرع بسبب رطوبة التربة بعد هطول الأمطار الموسمية. كما تشمل هذه المرحلة بداية زراعة القمح والشعير في مناطق وسط المملكة، بالإضافة إلى عمليات التسميد للأشجار لتعزيز نموها في الشتاء القادم. العرب القدماء كانوا يرون في ظهور السماك علامة على تغيير الأوضاع الطبيعية، حيث يقولون: “إذا طلع السماك ذهبت العكاك واستقامت الأضاك وقل على الماء اللكاك”. هذا التعبير يشير إلى انحسار بعض الآفات الزراعية واستقرار الأرض، بالإضافة إلى تقلص الحشرات المائية. كذلك، تشهد هذه الفترة هجرة الطيور مثل الكرك أو الأصلع نحو مناطق أكثر دفئاً، بينما يشكل نهاية السماك بداية هيجان الإبل، حيث تكون الحيوانات أكثر نشاطاً مع بداية الدفء النسبي.

في الختام، يظل السماك رمزاً ثقافياً يجسد تفاعل الإنسان مع الطبيعة، حيث يؤثر على الصحة العامة من خلال انتشار الأمراض، ويشكل فرصة للزراعة والحفاظ على المحاصيل. هذه الفترة تذكرنا بأهمية مراقبة السماء كدليل للحياة اليومية، مع الاستفادة من الحكمة التراثية في التعامل مع تغيرات المناخ. بالنظر إلى ذلك، يمكن للمزارعين والأفراد الاستعداد مسبقاً لتلك التغييرات، سواء من خلال تعزيز المناعة أو تخطيط الزراعة بشكل أفضل، مما يعزز الاستدامة في المجتمعات الزراعية. بشكل عام، يعكس السماك ارتباطاً عميقاً بين النجوم والأرض، محافظاً على إرث يمتد عبر العصور.