أغنية الطفلة ريتاج الفلسطينية عن غزة تثير الدموع.. “شعري يشيب بالحروب والدمار!”

في ظل الصراعات التي تهز المنطقة، أصبحت قصة الطفلة الفلسطينية ريتاج تلهب المشاعر العالمية، حيث عبرت عن معاناتها الشخصية من خلال أغنيتها المؤثرة “شعري يشيب بالحروب والدمار”. هذه الأغنية ليست مجرد كلمات، بل هي صرخة تعبر عن الدمار الذي حل بغزة، وتجسد الحزن الشديد الذي يعيشه الأطفال هناك، مما يدفع الجميع للتأمل في آلام البراءة المفقودة.

ريتاج غزة: صوت الطفولة في وجه الكوارث

تشكل ريتاج، الطفلة التي لم تتجاوز العاشرة من عمرها، قصة إنسانية مؤثرة تجمع بين الفقدان والأمل. في عام 2015، ولدت ريتاج في ظروف صعبة، لكن مصيرها تغير جذرياً بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي أدى إلى فقدان عائلتها بالكامل في قصف دمر منزلهم. ظلت محاصرة تحت الأنقاض ليومين كاملين، قبل أن يتم إنقاذها بجروح بالغة أدت إلى بتر ساقها اليسرى. هذه التجربة لم تقتصر على الجسدي، بل تركت آثاراً نفسية عميقة، حيث عبرت ريتاج عن ألمها من خلال أغنيتها التي تروي قصة شعرها الذي “يشيب” بفعل الحروب والدمار، مما يعكس الطفولة المسروقة والحلم المهدور.

ريتاج حالياً تتلقى العلاج الطبي والنفسي في مصر، حيث تعيش مع عمتها وتواصل تعليمها رغم كل الصعاب. هذه الرحلة لم تنتهِ عند الشفاء الجسدي، بل امتدت إلى أن تكون رمزاً للصمود، خاصة بعد لقائها الرئيس المصري السيسي خلال احتفالية “مصر وطن السلام”. في ذلك اليوم، راحت ريتاج تعبر عن شعورها بالأمان والفرح، حيث حرص تلفزيون اليوم السابع على استضافة هذه الطفلة الناجية، مما أكد على دور مصر في دعم الشعوب المنكوبة. أغنيتها لم تكن مجرد لحن، بل رسالة عالمية تؤكد على ضرورة السلام وحماية الطفولة من مخاطر الحروب.

الفتاة الناجية: رمز الكرامة الإنسانية

في سياق هذه القصة، يبرز دور الفتاة الناجية كرمز للكرامة الإنسانية، حيث أصبحت ريتاج تمثل آلاف الأطفال الذين يعانون في مناطق النزاع. خلال الاحتفالية، تم عرض فيلم قصير يروي تفاصيل حياتها، مما كشف عن أمنيتها الرئيسية في لقاء “أبي الرئيس السيسي”، كما عبرت عنها بعفوية: “نفسي أشوف أبويا الرئيس السيسي وأبوس رأسه”. هذا اللقاء لم يكن حدثاً عادياً، بل جسد التضامن المصري مع الشعب الفلسطيني، حيث احتضن الرئيس السيسي الطفلة بحفاوة، وقبّل رأسها أمام الجماهير المهللة، مما غدا لحظة إنسانية مؤثرة تجسد رسالة السلام والتآزر.

يستمر تأثير ريتاج في محيطها الجديد، حيث تتابع تعلمها وتلقي العلاج، محولة ألمها إلى قوة إلهامية. هذه القصة تذكرنا بأهمية وقف الحروب، ودعم الضحايا، خاصة الأطفال الذين يمثلون المستقبل. في مصر، وجدت ريتاج ملاذاً آمناً يساعدها على استعادة حياتها، مما يعكس دور الدول في تعزيز السلام العالمي. أغنيتها “شعري يشيب” ليست نهاية المطاف، بل بداية لسلسلة من القصص التي تروي معاناة غزة، وتدعو إلى العدالة والتغيير. من خلال هذه التجربة، تظهر ريتاج أن الطفولة، رغم كل الدمار، قادرة على النهوض والإلهام، مما يدفعنا للتفكير في كيفية بناء عالم أكثر عدلاً وأماناً للأجيال القادمة.