ريتاج الفلسطينية تغني وتلعب في اليوم السابع.. فرحة كبيرة بوجودها في مصر!

عبرت الطفلة الفلسطينية ريتاج عن فرحتها الشديدة بالتواجد في مصر، حيث غنت للمطرب أحمد سعد خلال لقاء تلفزيوني على قناة اليوم السابع. كانت أغنيتها تعبر عن الضغوط والسعادة في الحياة، قائلة ببراءة: “هو أنتوا أنتوا عليكوا ضغوطات.. طب احنا احنا علينا مكسرات.. أيوا أيوا احنا آخر انبساط.” هذا اللقاء كان لحظة إيجابية لها، بعد أن استقبلتها القناة في أول ظهور تلفزيوني لها، عقب لقائها بالرئيس السيسي في احتفالية “مصر وطن السلام”. ريتاج، وهي طفلة صغيرة في سن العاشرة، تحولت إلى رمز للصمود والأمل، حيث عبرت عن سعادتها الغامرة بالاستقبال الدافئ الذي لقيته في مصر، بينما تتلقى العلاج والدعم هناك.

سعادة ريتاج في مصر وسط الغناء والاحتفاء

في هذا اللقاء، أظهرت ريتاج شخصيتها النابضة بالحيوية، حيث غنت بصوتها الجميل وشاركت في هزار مرح مع الضيوف، مما عكس فرحتها الحقيقية برحلتها إلى مصر. هذه اللحظات لم تكن مجرد تسلية، بل كانت تعبيراً عن قوتها النفسية بعد المآسي التي مرت بها. الطفلة، التي وصلت إلى مصر لتلقي العلاج، وجدت في هذا البلد ملاذاً آمناً يمنحها الأمل في حياة أفضل. خلال الاحتفالية التي جمعتها بالرئيس، روت قصتها من خلال فيلم قصير، حيث تحدثت عن أمنيتها بلقاء “أبوها الرئيس السيسي”، قائلة بكلمات مؤثرة: “نفسي أشوف أبويا الرئيس السيسي وأبوس رأسه، ومش عارفة هيكون شعوري إيه ساعتها.” هذا اللقاء عزز من شعورها بالانتماء والدعم، وأكد على دور مصر كملاذ للأطفال المصابين في الشرق الأوسط.

قصة الناجية ريتاج والصمود أمام التحديات

ترجع قصة ريتاج إلى لحظات مؤلمة في غزة، حيث كانت الناجية الوحيدة من عائلتها بعد قصف عنيف أدى إلى انهيار منزلهم بالكامل في عام 2015. ولدت ريتاج في 13 يوليو 2015، وفي عمر الشهور القليلة، واجهت كارثة أفقدتها أسرتها، حيث بقيت تحت الأنقاض ليومين كاملين قبل إنقاذها بأعجوبة. الإصابات البالغة التي تعرضت لها أدت إلى بتر ساقها اليسرى، مما جعلها تواجه تحديات جسدية ونفسية كبيرة. الآن، في مصر، تتلقى ريتاج علاجاً شاملاً يشمل الجوانب الجسدية والنفسية، بالإضافة إلى متابعة تعليمها في مدرسة محلية، حيث تعيش مع عمتها التي تقدم لها الدعم العائلي. هذه الرعاية ساعدتها في استعادة جزء من طفولتها المفقودة، وجعلتها تركز على أحلامها، مثل الغناء واللعب مع الأطفال الآخرين.

ما يجعل قصة ريتاج مميزة هو قدرتها على تحويل الألم إلى أمل، كما ظهر في أدائها الغنائي الذي ألهم الكثيرين. في مصر، وجدت بيئة داعمة تتيح لها التعبير عن نفسها، سواء من خلال الغناء أو مشاركة قصتها. هذا الدعم ليس مجرد علاج طبي، بل هو استثمار في مستقبل أطفال مثلها، الذين يواجهون الظروف الصعبة في أماكن الصراع. ريتاج، ببساطتها وإيجابيتها، أصبحت نموذجاً للقوة، حيث تستمر في تعلم اللغة والموسيقى، وتحلم بيوم يعود فيه السلام إلى فلسطين. الاحتفالية التي جمعتها بالقادة والمشاهير عززت من شعورها بالقيمة، وأظهرت كيف يمكن للثقافة والفنون أن يشفيان الجروح. في كل يوم، تكتشف ريتاج جوانب جديدة من الحياة في مصر، مثل زيارة الأماكن التاريخية أو اللعب في الحدائق، مما يساعدها على بناء ذكريات إيجابية تتجاوز الماضي المؤلم.

مع مرور الوقت، أصبحت ريتاج مصدر إلهام للأطفال في جميع أنحاء المنطقة، حيث تروي قصتها في المدارس والفعاليات، مما يعزز من رسالة السلام والتآزر بين الشعوب. هذه الرحلة لم تنتهِ بعد، فهي تواصل تعلم السباحة والرياضة الرياضية كجزء من برنامج التأهيل، مع الحفاظ على هويتها الثقافية من خلال الغناء باللغة العربية. في النهاية، قصة ريتاج هي تذكير بأن الطفولة تستحق الحماية، وأن الفرصة للحياة السعيدة يمكن أن تتاح حتى بعد الكوارث، طالما هناك أماكن مثل مصر تفتح أبوابها للجميع. بهذه الروح، تستمر ريتاج في الغناء والابتسام، محولة كل لحظة إلى فرصة للأمل والتفاؤل.