الحقيقة وراء الفيديو المنتشر الذي يدعي استعادة الجيش السوداني السيطرة على مدينة الفاشر من قوات الدعم السريع.

نشرت حسابات على منصات التواصل الاجتماعي فيديو يدعي ارتباطه باستعادة الجيش السوداني للسيطرة على مدينة الفاشر في غرب السودان من قوات الدعم السريع. حصل هذا الفيديو على انتشار واسع، مع آلاف المشاهدات والتفاعلات، مدعومًا بتعليقات مضللة تحاول تصوير أن القوات العسكرية قد استعادت زمام الأمر هناك. ومع ذلك، أظهرت التحقيقات أن الفيديو قديم العهد وغير مرتبط بالتطورات الحالية في المنطقة، حيث كان قد تم نشره سابقًا في يوليو الماضي بسياق مختلف تمامًا.

فيديو مضلل حول الأحداث في الفاشر

في السياق العام، يستمر الصراع المسلح في السودان، حيث أعلنت قوات الدعم السريع مؤخرًا أنها بسطت سيطرتها على بعض المناطق في الفاشر، بما في ذلك مقر الفرقة السادسة مشاة. ومع ذلك، لم تصدر السلطات العسكرية السودانية أي تعليق رسمي، بينما تشير التقارير إلى أن المعارك لا تزال مستمرة ولم يتم التحكم الكامل في المدينة حتى الآن. هذا الوضع يعكس التعقيدات في الصراع الدائر منذ أكثر من عام، مع حصار مستمر للمدينة وعدم وجود معلومات دقيقة حول التطورات الأخيرة.

لقطات قديمة تثير الجدل في دارفور

بالعودة إلى الفيديو المشبوه، تبين أن إحدى أقدم نسخ له كانت قد نشرت في يوليو الماضي، مصحوبة بتعليقات تتحدث عن “غنائم” و”انتصارات”، مما يؤكد أنه ليس له علاقة بالأحداث الحالية. هذا الانتشار المضلل يعزز الشائعات وسط توترات متزايدة في الإقليم، حيث حذرت منظمات حقوقية دولية من وقوع انتهاكات خطيرة في الفاشر. وفقًا لتقارير الأمم المتحدة، فإن القوات المتحاربة، بما في ذلك قوات الدعم السريع، تتورط في جرائم حرب واسعة النطاق، مثل القتل المتعمد، التعذيب، الاغتصاب، والتهجير القسري، بالإضافة إلى استخدام التجويع كأداة حربية. هذه الانتهاكات تطال المدنيين بشكل أساسي، مع استهداف مبني على أسس عرقية واجتماعية، مما يدفع إلى مطالب بفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية للدخول إلى المنطقة.

في الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن الوضع في الفاشر يبقى غامضًا، مع استمرار القتال الذي أدى إلى معاناة شديدة للسكان. الجيش السوداني لم يعلن عن أي تقدم جديد، بينما تتواصل الدعوات الدولية لوقف إطلاق النار ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم. كما أن هناك مخاوف من تفاقم الأزمة الإنسانية، حيث يعاني الآلاف من نقص الغذاء والرعاية الصحية بسبب الحصار. هذه التطورات تأتي في سياق صراع أوسع في دارفور، الذي شهد على مدار السنوات انتهاكات متعددة، مما يجعل نشر فيديوهات مثل هذه أداة خطيرة للتحريض والتضليل.

علاوة على ذلك، أكدت المنظمات الدولية أن التصعيد في الفاشر يمكن أن يؤدي إلى كارثة إنسانية كبيرة، مع دعوات مكررة للتدخل الدولي لضمان حماية المدنيين. وفقًا للتقارير، فإن استخدام الأسلحة والحصار يشكل جرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك الاضطهاد والإبادة، مما يدعو إلى تحرك فوري من قبل المجتمع الدولي. هذه الأحداث تبرز الحاجة الملحة لوقف العنف وضمان وصول المساعدات، خاصة في ظل انتشار المعلومات المضللة التي تعقد الوضع أكثر فأكثر. لذا، يظل من الضروري التحقق من المصادر قبل نشر أي محتوى يتعلق بالصراعات، لتجنب تفاقم التوترات ودعم الجهود السلمية. بشكل عام، يعكس هذا الوضع المتردي في السودان الحاجة إلى حلول شاملة لإنهاء الصراع واستعادة الاستقرار في المنطقة.