في عالم مليء بالقصص الملهمة، تبرز قصة طفلة صغيرة تحمل في صمتها ألم الوطن وأمل الغد. ريتاج، الفتاة الفلسطينية التي لم تتجاوز عقدها، أصبحت رمزاً للصمود والأمل، حيث عبرت عن إيمانها العميق بأن فلسطين، كما ورد ذكرها في القرآن الكريم، ستنعم بالحرية قريباً بإذن الله. في مقابلتها مع الكاتب الصحفي تامر إسماعيل على تلفزيون اليوم السابع، روت ريتاج كلماتها البسيطة التي تعكس عظمة الروح الإنسانية، قائلة إنها ستعود إلى بلدها عندما يأتي يوم التحرير، في حين أن مصر، التي سمّتها “أم الدنيا”، قد أصبحت ملاذاً آمناً لها، حيث تعبر عن حبها الجارف لهذا البلد الكبير.
قصة ريتاج الفلسطينية: رمز الصمود والأمل
في هذه القصة المؤثرة، نرى كيف تحولت مأساة شخصية إلى مصدر إلهام عالمي. الطفلة ريتاج، التي تبلغ من العمر 10 سنوات فقط، ولدت في 13 يوليو 2015، وهي الناجية الوحيدة من عائلتها بعد قصف مدمر في قطاع غزة أودى بحياة أفرادها جميعاً. بقيت تحت الأنقاض ليومين كاملين قبل أن يتم إنقاذها بجروح بالغة، أدت في النهاية إلى بتر ساقها اليسرى. رغم هذا الواقع المؤلم، تظل ريتاج مصدر قوة، حيث تتلقى حالياً علاجاً طبياً ونفسياً متكاملاً في مصر، إلى جانب مواصلة تعليمها في مدرسة هناك، مع عيشها مع عمتها التي رعيتها بحنان أسري. خلال مقابلتها، أكدت ريتاج على إيمانها الراسخ بأن فلسطين لن تظل محتلاً إلى الأبد، مستندة إلى الإشارات الدينية التي تذكرها في القرآن، معتبرة أن التحرير قريب بفضل الله. كما عبرت عن سعادتها الشديدة باستقبال تلفزيون اليوم السابع لها، حيث كانت هذه المفاجأة جزءاً من أول ظهور إعلامي لها بعد لقائها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في احتفالية “مصر وطن السلام”. في ذلك الاحتفال، تم عرض فيلم قصير يروي قصتها، حيث عبّرت ريتاج عن أمنيتها الغالية في لقاء “أبي الرئيس السيسي”، قائلة: “نفسي أشوف أبويا الرئيس السيسي وأبوس رأسه، ومش عارفة هيكون شعوري إيه ساعتها”. هذه الكلمات البسيطة تجسد عمق الإحساس بالأمان والحب الذي وجدته في مصر، بينما تحتفظ بأملها في العودة إلى فلسطين يوماً ما.
الناجية من غزة: قصة إلهام وتصميم
مع مرور الوقت، تحولت ريتاج من ضحية كارثة إلى بطلة تعكس قوة الإرادة البشرية. في ظل التحديات التي واجهتها، مثل فقدان عائلتها والإصابة الجسدية، استطاعت أن تكون مصدر إلهام للعديد من الأطفال حول العالم، خاصة في المناطق المتضررة من الصراعات. الآن، وهي تقيم في مصر، تتابع ريتاج حياتها بإصرار، معتمدة على الدعم الطبي والتعليمي الذي تتلقاه. هذا الدعم لم يساعد فقط على تعafها جسدياً، بل ساهم في بناء شخصيتها القوية، حيث تعبر عن حبها لمصر كبلد كريم يفتح أبوابه لللاجئين. في السياق الأوسع، تذكرنا قصتها بأهمية السلام والتضامن الدولي، حيث يمكن لقصص مثل قصتها أن تلهم التغيير وتعزز الجهود من أجل حقوق الإنسان. ريتاج ليست مجرد طفلة نجت من مأساة، بل هي رمز للحلم بالعودة إلى الوطن، مدعومة بإيمانها الديني ورؤيتها لمستقبل أفضل. في كل يوم، تثبت أن التحديات يمكن أن تكون بداية لقصص نجاح، مع الأمل في أن يتحقق حلمها بالعودة إلى فلسطين، حيث تكمل رحلتها نحو مستقبل مشرق. هذه القصة تدفعنا جميعاً للتفكير في دورنا في بناء عالم أكثر عدلاً وأماناً، خاصة للأطفال الذين يعانون من ويلات الحروب.

تعليقات