ريتاج يكشف في مقابلة “تليفزيون اليوم السابع”: دخولي من معبر رفح أحلى يوم في عمري!

تعبر الطفلة الفلسطينية ريتاج عن سعادتها الغامرة بتجربة دخولها مصر عبر معبر رفح، حيث وصفتها في ظهور تلفزيوني مؤثر كأجمل يوم في حياتها. في هذا الظهور على شاشة تلفزيون “اليوم السابع”، الذي استضافت فيه مع الكاتب الصحفي تامر إسماعيل، أكدت ريتاج تعلقها العميق بالشعب المصري، قائلة إنها تحبهم “كتير كتير”، وأن تلك اللحظة ستظل محفورة في ذاكرتها إلى الأبد. هذا اللقاء لم يكن مجرد حدث إعلامي، بل تعبير عن الروابط الإنسانية التي تجمع بين مصر والشعب الفلسطيني، وسط ظروف قاسية مر بها ريتاج.

قصة ريتاج: الدخول من رفح أجمل لحظات حياتها

في هذه القصة الملهمة، تبرز ريتاج كرمز للقوة والأمل، حيث روت تفاصيل رحلتها التي بدأت بمعاناة شديدة في غزة. الطفلة، التي تبلغ من العمر 10 أعوام، هي الناجية الوحيدة من عائلتها بعد قصف عنيف أودى بحياة أفرادها جميعهم، مما أدى إلى انهيار منزلهم. بقيت ريتاج محاصرة تحت الأنقاض ليومين كاملين قبل أن يتم إنقاذها بصعوبة بالغة، وهو ما نتج عنه إصابتها بجروح خطيرة أدت إلى بتر ساقها اليسرى. رغم هذه التجربة المؤلمة، فقد وجدت في مصر ملاذًا آمنًا، حيث تتلقى حاليًا علاجًا طبيًا ونفسيًا مكثفًا، بالإضافة إلى استمرار تعليمها، وتعيش الآن مع عمتها في بيئة داعمة. هذا الدعم المصري لم يقتصر على الرعاية الصحية، بل امتد إلى تقديم الفرص لها للظهور العام، كما حدث في استضافتها على تلفزيون “اليوم السابع”، حيث حرصوا على مفاجاتها بترحيب دافئ، ما زاد من سعادتها وشعورها بالأمان.

الفتاة الفلسطينية وأحلامها الإنسانية

لا تقتصر قصة ريتاج على معاناتها الشخصية، بل تمتد لتشمل أحلامها وتطلعاتها التي تجسد روح السلام والتضامن. خلال احتفالية “مصر وطن السلام”، التي كانت نقطة تحول في حياتها، تم عرض فيلم قصير يروي تفاصيل قصتها وأمنيتها بلقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي وصفته بـ”أبوها”. في ذلك الفيلم، عبرت ريتاج عن رغبتها القوية في رؤيته، قائلة: “نفسي أشوف أبويا الرئيس السيسي وأبوس راسه، ومش عارفة هيكون شعوري إيه ساعتها”. هذه الكلمات لم تكن مجرد تعبير عاطفي، بل انعكاسًا للأمل في مستقبل أفضل وسط الظروف الصعبة. فور انتهاء عرض الفيلم، استجاب الرئيس السيسي مباشرة بدعوتها إلى المنصة، حيث احتضنها بحفاوة كبيرة، قبّل رأسها، وأجلسها بجانبه في الصف الأول، وسط تصفيق حار من الحضور. هذا المشهد لم يكن مجرد لقاء شخصي، بل رسالة واضحة عن دور مصر في دعم السلام وكرامة الإنسانية، خاصة في ظل الدعم الذي قدمته للشعب الفلسطيني خلال الصراعات الأخيرة في غزة.

يعكس هذا الحدث الإنساني جهود مصر الدؤوبة في مساعدة المتضررين، حيث قدمت البلاد دعمًا شاملاً للعديد من الفلسطينيين الذين فروا من الحرب، من خلال تقديم الرعاية الطبية والإسكان والمساعدات الأساسية. في الاحتفالية نفسها، تم عرض وثائقي يبرز هذه الجهود، مع إشادات من المستفيدين بكرم المصريين ودعمهم المتواصل. ريتاج نفسها أصبحت رمزًا حيًا لهذا التعاون، حيث تحولت من ضحية للنزاع إلى قصة نجاح تعبر عن القوة الداخلية. الآن، وهي تتابع علاجها وتعليمها في مصر، تحمل ريتاج رسالة أمل للجميع، مؤكدة أن الإرادة البشرية قادرة على التغلب على أصعب الظروف. هذه القصة ليست فقط عن طفلة واحدة، بل عن روابط التعاطف التي تجمع الشعوب، وتذكير بأهمية السلام في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. من خلال مثل هذه القصص، يتضح كيف يمكن للعمل الإنساني أن يغير حياة الأفراد ويلهم الآخرين، مما يعزز من قيمة التعاون الدولي في مواجهة التحديات.