حكت الطفلة ريتاج، الفتاة الفلسطينية الصغيرة، قصة مؤلمة تجسد بشاعة الحرب في غزة، حيث عاشت رعباً لا يوصف تحت ركام القصف. في لقاء مع وسائل إعلامية، روت تفاصيل لحظات فقدان أسرتها بالكامل، مما يبرز حجم الدمار الذي يواجه الأطفال هناك. هذه القصة ليست مجرد رواية شخصية، بل شهادة حية على معاناة المدنيين في ظل الصراعات المستمرة.
ريتاج تحكي أهوال حرب غزة
في لقاء تلفزيوني مع الكاتب الصحفي تامر إسماعيل على قناة اليوم السابع، وصفت ريتاج، الطفلة التي أصبحت رمزاً للصمود، اللحظات الأليمة التي مرت بها. قالت إنها كانت جالسة مع عائلتها في منزل أحد أقاربها في منطقة السعاف، عندما سقط صاروخ مفاجئ أدى إلى انهيار المبنى عليهم. وجدت نفسها تحت الأنقاض، وإلى جانبها أختها الصغيرة التي لم تتجاوز عمرها عامين، وهي تكافح من أجل البقاء. مرت يومان طويلان من الرعب، حيث قضت اليوم الأول محاطة بالأنقاض مع أختها، في محاولات فاشلة للإنقاذ. أما اليوم الثاني، فقد جاء في منتصف الليل عندما تمكن المنقذون من إخراجها، لكنها فقدت ساقها اليسرى في العملية. نقلت بعدها إلى مستشفى المعمداني، حيث التقطت مع عمتها، ثم خضعت لعملية جراحية طارئة. بعد ذلك، تم نقلها إلى مصر للعلاج والرعاية.
رواية ريتاج عن الكارثة
شهادة ريتاج لم تقتصر على تفاصيل الحادث فحسب، بل عكست حجم الآلام النفسية والجسدية التي يعانيها الأطفال في غزة. في ظل الحرب، فقدت أسرتها بأكملها، مما جعلها تواجه العالم وحدها في سن مبكرة جدًا. بعد انتقالاتها المتعددة، وصلت إلى مصر حيث تم استقبالها في فعالية “مصر وطن السلام”، واستضافتها وسائل الإعلام مثل تلفزيون اليوم السابع في أول ظهور عام لها. هناك، عبرت عن سعادتها بتلك الضيافة، مشيرة إلى أنها تشعر بالأمان لأول مرة منذ فترة طويلة. قصتها تثير تساؤلات حول تأثير الحروب على البراءة الطفولية، حيث يفقد الأطفال أعزاءهم وأجسادهم في لحظات مفاجئة. ريتاج، التي أصبحت الآن جزءاً من حملات الدعوة للسلام، تروي كيف غيرت حياتها إلى الأبد، مع الآلام الجسدية المتكررة والذكريات المؤلمة. في مصر، حصلت على دعم طبي ونفسي، مما ساعدها على البداية من جديد، لكنها تؤكد دائمًا على أن غزة تحتاج إلى المزيد من الجهود لوقف العنف وصيانة حقوق الطفولة.
أما الآن، فإن قصة ريتاج تلهم الكثيرين للتفكير في عواقب الحروب، حيث تبرز كمثال حي على قوة الإرادة البشرية. على الرغم من فقدانها لعائلتها وساقها، إلا أنها تتحدث بثقة، مشاركة رسالتها في أن السلام هو الحل الوحيد لمنع تكرار مثل هذه الكوارث. في نهاية المطاف، تظل ريتاج رمزاً للأمل، حيث تستمر في العيش والحلم برؤية غد أفضل، مما يدفعنا جميعاً للتأمل في دورنا في بناء عالم أكثر عدلاً وأماناً.

تعليقات