اليوم السابع يهدي لطفلة ريتاج دمية ميكي ماوس.. وتطلب: “سمِّها ريتال تكريمًا لأختي الشهيدة”!
في عالم يعاني من الصراعات والآلام، تبرز قصص الأمل والإنسانية كشعلة تضيء الظلام. الطفلة ريتاج، البطلة الصغيرة من فلسطين، تحولت من ضحية حرب إلى رمز للصمود والتفاؤل، حيث واجهت المأساة بابتسامة تعكس قوة الروح الإنسانية.
قصة الطفلة ريتاج مع هدية الميكي ماوس
خلال زيارتها لبرنامج “اليوم السابع”، تلقت الطفلة ريتاج هدية مميزة على شكل دمية “ميكي ماوس”، ما أثار فرحتها البالغة. قالت ريتاج وهي تحتضن الهدية: “أنا سعيدة جدًا بهذه الهدية، وسأسميها ريتال على اسم أختي الشهيدة التي رحمتها الله”. هذه الكلمات البسيطة كشفت عن عمق الفقدان الذي تعيشه، حيث كانت أختها ريتال طفلة صغيرة مليئة بالحيوية، وكانت ريتاج تحبها كثيرًا، كما أكدت بقولها: “أختي كانت صغيرة وصبية، وكنت بحبها أوي”. هذا اللقاء كان أول ظهور لها بعد مقابلتها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في احتفالية “مصر وطن السلام”، حيث حرص البرنامج على مفاجئتها وإظهار دعمه لقصتها المؤثرة.
ريتاج، وهي في سن العاشرة، مولودة في 13 يوليو 2015، هي الناجية الوحيدة من عائلتها التي دمرت بالكامل جراء قصف في غزة أدى إلى انهيار منزلهم. قضت يومين تحت الأنقاض قبل إنقاذها، وتعرضت لإصابات خطيرة أدت إلى بتر ساقها اليسرى. الآن، تتلقى علاجًا طبيًا ونفسيًا مكثفًا في مصر، حيث تعيش مع عمتها وتواصل دراستها في بيئة أكثر أمانًا. هذه الرعاية هي جزء من الجهود المصرية الداعمة للشعب الفلسطيني، وتعكس التزام مصر بالسلام والتضامن الإنساني.
سيرة الناجية ريتاج ورسالة الأمل
في احتفالية “وطن السلام”، تم عرض فيلم قصير يروي قصة ريتاج وأحلامها، حيث عبرت عن أمنيتها بلقاء “أبيها الرئيس السيسي” قائلة: “نفسي أشوف أبويا الرئيس السيسي وأبوس رأسه، ومش عارفة هيكون شعوري إيه ساعتها”. هذا التعبير النقي عن الحنين والأمل جعل الجميع يتفاعل مع قصتها، فما إن انتهى العرض حتى دعا الرئيس السيسي الطفلة للصعود إلى المنصة. استقبلها بحفاوة كبيرة، احتضنها وقبل رأسها، ثم أجلسها بجانبه في الصف الأول وسط تصفيق حار من الحاضرين. هذا المشهد لم يكن مجرد لقاء شخصي، بل جسد رسالة مصرية واضحة تدعم كرامة الإنسانية وسط الصراعات، مؤكدة على دور مصر كحارس للسلام في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، شملت الاحتفالية عرضًا وثائقيًا يسلط الضوء على الدعم الذي قدمته مصر للفلسطينيين خلال حرب غزة. يتضمن هذا العرض قصصًا للعديد من المتضررين الذين وجدوا في مصر ملجأً آمنًا، حيث تمت الإشادة بجهود مصر في دعم أهالي غزة والمصابين من خلال توفير الرعاية الطبية والإغاثية. هذه الجهود تشمل علاج الأطفال مثل ريتاج، الذين يمثلون المستقبل رغم الآلام التي يعانونها.
تجسد ريتاج قصة إلهامية حقيقية، فهي لم تنكسر أمام المأساة بل استمرت في الحياة بقوة. في زيارتها لـ”اليوم السابع”، لم تكن مجرد لقاء إعلامي، بل كانت فرصة لإظهار كيف يمكن للأطفال أن يقودوا التغيير من خلال قصصهم. اليوم، تتعافى ريتاج جسديًا ونفسيًا، وتتابع تعليمها مع أحلام جديدة، مما يذكرنا بأهمية السلام والتضامن العالمي. قصتها تلهم الجميع بأن الإرادة القوية قادرة على تجاوز أكبر التحديات، وأن كل طفل يستحق فرصة للحياة السعيدة.
في النهاية، تظل ريتاج رمزًا للأمل في عالم مليء بالفوضى، حيث تحولت من طفلة فقدت عائلتها إلى سفيرة للسلام. هذه القصة تدفعنا للتفكير في دورنا كمجتمع عالمي في حماية الأبرياء وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة. مع استمرار رحلتها، يستمر صداها في رسم صورة مشرقة للإنسانية.

تعليقات