هيئة مراقبة تعليمية ترفع صوتها مطالبة باستقالة وزير التربية علي العابد مباشرة.

في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة التربوية في ليبيا جدلاً حاداً بسبب تصريحات صادرة عن مسؤول حكومي، مما أثار موجة من الاستياء بين أوساط المعلمين والمربين. هذه التصريحات، التي لم تأخذ بعين الاعتبار الجهود الجبارة التي يبذلها المعلمون، قد ساهمت في تعزيز شعور بالإهانة لدى الذين يؤدون دوراً حاسماً في بناء المجتمع والأجيال الطامحة.

استنكار مراقبة التربية لتصريحات الوزير

أعرب ممثلو مراقبة التربية والتعليم في العزيزية عن غضبهم الشديد تجاه التصريحات التي أدلى بها وزير التربية والتعليم في حكومة الوحدة الوطنية، علي العابد، حيث تحدث عن تعاطي بعض المعلمين للمخدرات. يرى هؤلاء أن مثل هذه الأقوال تمثل إهانة مباشرة للمعلم الليبي، الذي يُعتبر عماد النهضة التعليمية والاجتماعية في البلاد. لقد ساهم المعلمون على مدار عقود في تشكيل عقول الشباب وتعزيز قيم المجتمع، رغم التحديات الاقتصادية والأمنية التي تواجه البلاد. في هذا السياق، طالبت المراقبة الوزير بتقديم اعتذار رسمي فوري لجميع المعلمين الذين تضرروا من هذه الإساءة، كما دعت إلى استقالته من منصبه لأن احترام كرامة المعلم يشكل أساساً لا غنى عنه لنجاح العملية التعليمية. إن المساس بصورة المعلمين يعكس تقصيراً في فهم دورهم الحيوي، حيث يبقون هم الجسر الوحيد بين المعرفة والأجيال الناشئة، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تشهدها ليبيا.

بالإضافة إلى ذلك، أكدت المراقبة أن المعلم الليبي يمثل الحجر الأساسي في بناء الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية، وأن أي إساءة مباشرة أو غير مباشرة لهذا الدور تُعتبر هجوماً على المؤسسة التعليمية ككل. هذا الاستنكار ليس مجرد رد فعل عاطفي، بل يعبر عن حاجة ماسة لتعزيز الثقة بين القيادة التربوية والمعلمين، الذين يواجهون يومياً تحديات مثل نقص الموارد التعليمية والبنى التحتية. من الضروري أن يتوقف مثل هذه التصريحات غير المسؤولة، التي قد تؤدي إلى تفاقم المشكلات الاجتماعية، وأن يركز الجهود بدلاً من ذلك على دعم البرامج التدريبية والتطويرية للمعلمين. في ليبيا، حيث يعاني القطاع التعليمي من آثار الصراعات السابقة، يجب أن تكون السياسات الحكومية موجهة نحو تعزيز دور المعلم كقدوة اجتماعية وقومية.

إدانة الإساءات الموجهة للمهنة التعليمية

إن إدانة هذه الإساءات ليست قاصرة على الحدث الراهن، بل تشمل دعوة لإصلاح شامل في التعامل مع المعلمين، الذين يمثلون ركيزة التنمية الوطنية. يجب أن تكون هناك جهود مكثفة لتعزيز الاحترام للمهنة التعليمية، من خلال برامج تدريبية ورواتب عادلة، لضمان أن يشعر المعلمون بالتقدير الذي يستحقونه. في ليبيا، حيث يعتمد مستقبل الأجيال على جودة التعليم، يمكن أن تؤدي مثل هذه التصريحات إلى زعزعة الثقة بالنظام التعليمي ككل، مما يؤثر سلباً على الطلاب والمجتمع. لذا، يدعو هذا الاستنكار إلى مراجعة شاملة للسياسات التربوية، لتعزيز قيم الاحترام والتكريم للمعلمين، الذين يبذلون جهوداً خارقة رغم الظروف المتردية. في الختام، يظل المعلم الليبي رمزاً للصمود والتفاني، ويجب أن يتم التعامل معه بما يليق بمساهمته في بناء مستقبل أفضل للبلاد.