دبي، الإمارات العربية المتحدة – غالبًا ما تُعتبر المثلجات من المتع البسيطة في الحياة، لكن في مطعم “Alchemist” في الدنمارك، الذي يحظى بنجمتين من “ميشلان” ويحتل المركز الخامس في قائمة أفضل 50 مطعمًا عالميًا، أصبح النمل مكونًا رئيسيًا يضيف طابعًا فريدًا. الفكرة نشأت عندما لاحظ الطهاة تخثرًا في الحليب بسبب وجود نملة، مما أدى إلى تجارب علمية مع علماء من خلفيات متعددة. هذه التجارب استكشفت كيف يمكن لميكروبات النمل أن تحفز عملية التخمير، مما ينتج زباديًا أكثر تعقيدًا ونكهة. في القرية البلغارية الأصلية لإحدى الباحثات، تم تجربة صنع الزبادي بإضافة نمل حي إلى الحليب، وفق عملية تقليدية قديمة تتجاوز آلاف السنين. النتيجة كانت منتجًا يتميز بحموضة لاذعة وملمس حريري، مما يعكس الدمج بين التراث والابتكار.
مثلجات النمل: الابتكار في المطبخ الحديث
في مطعم “Alchemist”، تحول هذا الاكتشاف إلى أطباق مبتكرة، حيث استخدم الفريق النمل في ثلاثة إصدارات رئيسية. النسخة الأولى هي آيس كريم مصنوع من زبادي الأغنام المخمر بالنمل، المقدم مع بسكويت على شكل نمل وبعض الهلام المعزز بالنمل، مما يضيف حموضة مميزة تتناقض مع دهن الحليب. الثانية هي جبن “ماسكربوني” من حليب الماعز، حيث يبدأ النمل المجفف عملية التخمير، مما ينتج نكهة لاذعة وعطرية تشبه جبن “بيكورينو” الناضج. أما الإبداع الثالث، فهو كوكتيل بالحليب المتخثر بفضل النمل المجفف، مع إضافات مثل مشروب المشمش والبراندي، ليمنح نكهة ليمونية معقدة وحريرية. هذه الأطباق لاقت إعجابًا كبيرًا بين الزبائن، حيث قدمت المثلجات لمدة عام تقريبًا، مما يبرز كيف أصبح النمل عنصرًا أساسيًا في الطهي المتقدم.
الحشرات كمكونات طبيعية
بالرغم من النجاح، أجرت التجارب الإضافية في مختبرات الدنمارك استخدامًا لأنواع نمل مشابهة، مما أظهر أن النمل الحي أكثر كفاءة في إنتاج حمض اللاكتيك وغيره من الأحماض مقارنة بالنمل المجفف أو المجمد. هذا يرجع إلى قدرة النمل على إضافة بكتيريا متعددة، مما يعزز عملية التخمير بشكل أفضل. ومع ذلك، يجب التأكيد على الحذر، حيث أن مثل هذه التجارب تحمل مخاطر سلامة غذائية، مثل إمكانية وجود طفيليات قد تكون ضارة. لذا، يُنصح بتجنب محاولة إعداد زبادي النمل في المنازل إلا لأولئك الذين يملكون خبرة في ميكروبيولوجيا الأغذية أو يتبعون تقاليد ثقافية محددة. هذه الابتكارات تفتح أبوابًا جديدة للطهي، حيث تحول الحشرات من مجرد عناصر طبيعية إلى مكونات تعزز التنوع والابتكار في عالم المأكولات، مع الالتزام بمعايير السلامة لضمان تجربة آمنة وممتعة. بشكل عام، يمثل هذا النهج دمجًا بين العلم والفن، مما يدفع حدود المطبخ التقليدي نحو آفاق جديدة.
تعليقات