انخفاض مساهمة السياحة الدينية إلى 50%.. واستعداد فندقي كامل لاستضافة كأس العالم

تشهد السعودية تحولاً ملحوظاً في قطاع السياحة، حيث أكد مسؤولون أن التركيز يتجه نحو تنويع الوجهات والأنشطة لجذب فئات متنوعة من الزوار. في السنوات الأخيرة، انخفضت مساهمة السياحة الدينية إلى مستوى 50% من إجمالي الزوار، مقارنة بـ60% سابقاً، رغم زيادة العدد الإجمالي للقادمين لزيارة المشاعر المقدسة. هذا التحول يعكس الجهود المبذولة لتوسيع نطاق السياحة، مع الحفاظ على أهمية الجوانب الدينية كمحرك أساسي للاقتصاد. بالإضافة إلى ذلك، يتم الاستعداد لاستضافة فعاليات عالمية، مما يعزز من البنية التحتية ويفتح آفاقاً جديدة للنمو الاقتصادي.

تطور السياحة في السعودية

يستمر قطاع السياحة في المملكة العربية السعودية في التطور السريع، حيث أصبحت البلاد جاهزة فندقياً لاستضافة حدث عالمي ككأس العالم، كما تم التأكيد من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم على كفاءة الغرف الفندقية الحالية. ومع ذلك، يجري العمل على زيادة هذه الغرف بين 200 ألف و300 ألف غرفة إضافية، لضمان الاستيعاب الكامل للزوار. من جانب آخر، لم تتخذ السعودية قراراً بشأن اقتناء منطقة سياحية مطلة على البحر الأحمر في مصر، حيث يركز الجهد الحالي على تطوير المشاريع المحلية مثل الدرعية والقدية ووسط جدة. هذه الخطوات تستهدف تعزيز الجاذبية الداخلية وتشجيع الاستثمارات في السياحة المحلية، مع الاستفادة من الطاقة الإنشائية المتاحة.

فرص التنمية السياحية

تقف السعودية أمام فرص واسعة لتطوير مبادرات سياحية خارجية، حيث تظهر انفتاحاً كبيراً نحو الشراكات الدولية، كما في حالة رحلات الكروز التي تشكل جزءاً من استراتيجية التنويع. على سبيل المثال، تعمل شركة البحر الأحمر الدولية على تطوير وجهة سياحية في إيطاليا، مما يعكس الرؤية الشاملة للانتشار العالمي. بالإضافة إلى ذلك، يتم التركيز على بناء المهارات والمعرفة المحلية، حيث يتم استخدامها أولاً في تطوير الداخل، مع التخطيط لمشاركتها مع العالم بعد تحقيق الأهداف المرسومة لعامي 2030 و2035. هذا النهج يضمن أن تكون السعودية قوة إقليمية ودولية في مجال السياحة، من خلال تعزيز القدرات التقنية والإدارية. على سبيل المثال، من خلال الاستثمارات في التعليم والتدريب، تهدف المملكة إلى إنتاج جيل من المتخصصين قادرين على إدارة الوجهات السياحية بشكل فعال، مما يدعم الاقتصاد ويخلق فرص عمل جديدة. كما أن التركيز على الابتكار، مثل دمج التكنولوجيا في الخدمات السياحية، يساعد في تحسين تجربة الزوار وجعلهم يعودون مرة أخرى. في الختام، يمثل هذا التحول فرصة لتحويل السعودية إلى مركز عالمي للسياحة المستدامة، حيث يجمع بين التراث الثقافي والحداثة التكنولوجية، مما يعزز من مكانتها الاقتصادية على المستوى العالمي.