إطلاق أول قطار سريع بين القاهرة والإسكندرية.. يقطع المسافة في 45 دقيقة فقط! فيديو حصري

تستعد مصر لإطلاق عصر نقل جديد مع بدء التشغيل التجريبي لأول خط من مشروع القطار الكهربائي السريع، الذي من المقرر أن يبدأ في 9 نوفمبر المقبل. هذا المشروع، الذي يعد نقلة نوعية في تاريخ النقل في البلاد، سيمكن المسافرين من قطع مسافة طويلة في وقت قياسي، حيث ستستغرق الرحلة من القاهرة إلى الإسكندرية حوالي ساعة واحدة وخمسة عشر دقيقة، ومن القاهرة إلى العين السخنة في نحو 35 دقيقة فقط، بفضل سرعة القطار التي تصل إلى 250 كيلومترًا في الساعة. سيبدأ التشغيل التجريبي بأولى الرحلات من محطة حدائق أكتوبر إلى محطة أكتوبر الجديدة، تمهيدًا لتشغيل الخط الكامل قريبًا.

القطار الكهربائي السريع في مصر

يُعد هذا الخط الأول جزءًا من شبكة نقل متكاملة تبلغ إجمالي طولها 2000 كيلومتر، وهو يمتد من العين السخنة على ساحل البحر الأحمر مرورًا بالعاصمة الإدارية الجديدة، الجيزة، مدينة 6 أكتوبر، الإسكندرية، والعلمين، حتى مطروح على ساحل البحر المتوسط. هذا الربط الأول من نوعه عبر السكك الحديدية بين البحرين يضم 21 محطة، بما في ذلك 13 محطة للقطار السريع و8 محطات للقطار الإقليمي، بالإضافة إلى محطات تبادلية مهمة مثل محطة العاصمة المركزية، محطة 6 أكتوبر، ومحطة الجيزة التي ترتبط بخطوط أخرى مثل مترو الأنفاق. القطارات المستخدمة هي من طراز “فيلارو” الألماني، والتي تم تصنيعها في ألمانيا بعد اختبارات دقيقة، وسيتم تشغيلها بواسطة شركات مصرية رائدة مثل المقاولون العرب، أوراسكوم، والسويدي إلكتريك.

خطوط النقل السريع المصري

يشكل مشروع القطار الكهربائي السريع شبكة مترابطة تضم ثلاثة خطوط، حيث يركز الخط الأول، الذي يبلغ طوله 660 كيلومترًا، على ربط المناطق الصناعية، السكنية، والزراعية مع موانئ التصدير، مما يدعم حركة التجارة ويقلل من الانبعاثات الكربونية. من المتوقع أن ينقل هذا الخط حوالي مليون راكب يوميًا، بالإضافة إلى 8.5 ألف طن من البضائع، مما يجعله أداة تنموية شاملة تعزز التنمية العمرانية في مدن مثل العلمين الجديدة، قنا الجديدة، أسوان الجديدة، وتوشكى. هذا المشروع ليس مجرد وسيلة نقل، بل يهدف إلى ربط أكثر من 60 مدينة مصرية، مع تسهيل الوصول إلى المراكز الرئيسية، ودعم الاقتصاد المحلي من خلال تحسين حركة البضائع والركاب.

بالإضافة إلى ذلك، يعكس القطار الكهربائي السريع التزام مصر بتحقيق التنمية المستدامة، حيث يساهم في تقليل التلوث البيئي وزيادة الكفاءة في النقل. مع تشغيل هذه الشبكة، سيتم تغطية احتياجات المدن الجديدة والمناطق السكنية من خلال قطارات مخصصة، بينما يركز جزء آخر على الربط الصناعي والنقل اللوجستي بين الموانئ. هذا التحول يفتح آفاقًا واسعة للنمو الاقتصادي، حيث يربط بين المناطق الإنتاجية والأسواق الاستهلاكية، ويوفر فرص عمل جديدة في قطاعات النقل والصناعة. في النهاية، يمثل هذا المشروع خطوة حاسمة نحو عصر نقل حديث يعزز الاتصال بين جميع أنحاء مصر، مما يدعم الرؤية الوطنية للتنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة للمواطنين.