غدًا.. ينطلق مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، مع تفاصيل تشي بأهميته الاقتصادية العالمية.
تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، ينطلق غدًا في مدينة الرياض فعاليات النسخة التاسعة من مبادرة مستقبل الاستثمار، التي تُعد منصة رائدة لمناقشة التحديات الاقتصادية والتكنولوجية العالمية. هذا الحدث، الذي يقام بمركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات، يحمل شعار “مفتاح الازدهار” ويستمر حتى 30 أكتوبر 2025م، محاولًا جمع الخبراء والمبتكرين لصياغة رؤى عملية تُعزز النمو المستدام.
مؤتمر مستقبل الاستثمار
يبدأ المؤتمر فعالياته الرسمية يوم 27 أكتوبر بجلسات مغلقة تجمع مفكرين وخبراء لتبادل الأفكار والخبرات، مما يمهد الطريق لمناقشة القضايا الرئيسية التي تشكل المشهد الاقتصادي العالمي. خلال الفترة من 28 إلى 30 أكتوبر، يتحول المؤتمر إلى ساحة حوار واسعة تغطي مواضيع حيوية مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الإنتاجية، وتكوين الثروة في ظل انتشار عدم المساواة، بالإضافة إلى الآثار الجيواقتصادية الناتجة عن ندرة الموارد الطبيعية. كما يتناول التحولات الديموغرافية التي تعيد تشكيل القوى العاملة، وكيفية تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، مع التركيز على كيف يمكن لهذه العناصر أن تكون محركات للتقدم العالمي.
يشكل هذا المؤتمر فرصة لاستعراض “تناقضات الابتكار”، حيث يتم مناقشة كيف تساهم التطورات التكنولوجية والسياسات الاقتصادية في دفع عجلة النمو. على سبيل المثال، تبرز الجلسات كيف تقدم طفرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة فرصًا جديدة لتحسين الإنتاجية، بينما تسلط الضوء على تحديات مثل التوترات الجيوسياسية وتفاوت توزيع الموارد، التي قد تعيق التواصل العالمي وتؤثر على الاستثمارات. هذه النقاشات تهدف إلى تحويل الرؤى النظرية إلى استراتيجيات عملية، مما يجعل المؤتمر نقطة تحول في رسم خارطة الاستثمار المستقبلي.
مبادرة الازدهار
في ظل شعار “مبادرة الازدهار”، يستمر المؤتمر في تعزيز دوره كمنصة عالمية تجمع بين القياديين والمبتكرين من مختلف دول العالم. من المتوقع أن يجذب هذا الحدث أكثر من 8000 مشارك و650 متحدثًا بارزًا من خلال 250 جلسة حوارية متنوعة، مما يعزز من مكانة الرياض كمركز رائد للابتكار والتعاون الدولي. هذه الجلسات لن تقتصر على التحدث عن الفرص التقنية فحسب، بل ستناقش أيضًا كيف يمكن للاستثمارات أن تكون أداة للتنمية الشاملة، مع النظر في تأثير الابتكار على القطاعات المختلفة مثل الصناعة والتعليم والصحة. على سبيل المثال، سيتم استكشاف كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحسن الإنتاجية دون زيادة الفجوة الاجتماعية، وكيف تؤدي السياسات الحكيمة إلى تعزيز الاستدامة البيئية في ظل التحديات العالمية.
بالإضافة إلى ذلك، يركز المؤتمر على الجوانب الاجتماعية والاقتصادية للابتكار، حيث يتم مناقشة استراتيجيات لمواجهة عدم المساواة الاقتصادية من خلال توزيع عادل للثروة، وكيفية دمج التحولات الديموغرافية في استراتيجيات القوى العاملة المستقبلية. هذه المباحث لن تكون مجرد نقاشات أكاديمية، بل ستسعى إلى صياغة حلول عملية يمكن تطبيقها على مستوى عالمي، مما يساهم في تعزيز الاقتصادات الناشئة ودعم التنمية المستدامة. من خلال هذه الجهود، يصبح المؤتمر مساهمًا فعالًا في تشكيل مستقبل الاستثمار، حيث يجمع بين الرؤى النظرية والتطبيقات العملية لمواجهة التحديات المعقدة التي تواجه العالم اليوم.

تعليقات