أكد الخبير في مجال إطالة العمر، د. مازن كرنابي، مؤسس “زينوس للصحة”، أن نمط الحياة غير الصحي يمثل السبب الرئيسي لتراجع العمر الصحي في دول الخليج، حيث يؤثر ذلك على جودة الحياة بشكل كبير. وفقاً لتصريحاته، أصبح الطب أكثر تقدماً اليوم، مع توفر أدوية وتقنيات حديثة قادرة على مكافحة العديد من الأمراض، مما قد يمكن الإنسان من الوصول إلى عمر يتجاوز 150 عاماً. ومع ذلك، يؤكد د. كرنابي أن تحقيق عمر صحي طويل لا يتطلب بالضرورة تكنولوجيا مكلفة، بل يعتمد على استغلال الهبات الطبيعية مثل النوم الكافي، والتعرض لأشعة الشمس، والنشاط الرياضي الذي يعزز صحة القلب ويوفر الطاقة للجسم، بالإضافة إلى اتباع نظام غذائي متوازن. هذه العناصر البسيطة، إذا تم دمجها في الحياة اليومية، يمكن أن تحول نمط العيش وتقلل من مخاطر تراجع العمر الصحي، خاصة في المنطقة العربية حيث يسود نمط حياة يعتمد على الجلوس الطويل والوجبات السريعة.
تراجع العمر الصحي في الخليج
في ظل التطورات الطبية، يواجه سكان الخليج تحديات تتعلق بتراجع متوسط العمر الصحي، وهو ما يرجعه د. كرنابي إلى الاعتماد على نمط حياة غير متوازن. على سبيل المثال، أشار إلى أن فكرة تنظيم قمة زينوس جاءت بعد تجربتة الشخصية مع سرطان الجلد، مما دفعته لاختيار المملكة العربية السعودية كموقع للحدث، نظراً لقيادتها الإقليمية ورؤية 2030 التي تركز على تحسين جودة الحياة والصحة. هذه القمة، التي تعقد لأول مرة في الشرق الأوسط، تركز على استراتيجيات إطالة العمر الصحي من خلال مناقشات علمية حول التقنيات الحديثة، مثل الأدوية المتقدمة والتغييرات اليومية التي يمكن أن تمنع الأمراض المزمنة. كما يؤكد د. كرنابي أن التركيز على تحسين نمط الحياة يمكن أن يعكس هذا التراجع، حيث يساهم الإكثار من الحركة والالتزام بتغذية صحية في تعزيز الصحة العامة وتقليل نسبة الأمراض مثل السكري والضغط.
تحسين المدة الصحية للفرد
بالإضافة إلى الجوانب الطبية، فإن تحسين المدة الصحية يتطلب جهوداً شاملة، كما يظهر في فعاليات قمة زينوس الصحية في الرياض، التي تستضيف نخبة من الخبراء العالميين من 23 إلى 25 أكتوبر في فندق باب سمحان بالدرعية. هذه الحدث، الذي يدعم مبادرات رؤية السعودية 2030، يجمع بين النقاشات العلمية وبرامج ثقافية وترفيهية، حيث تحول كل ليلة إلى تجربة فريدة تدمج بين التراث المحلي والفنون الدولية في أجواء صحراوية ساحرة. من خلال هذه القمة، يتم إطلاق مبادرات جديدة تهدف إلى تعزيز الجهود الدولية لفهم مستقبل إطالة العمر، مع التركيز على توحيد التعاون بين الباحثين لتحقيق نتائج ملموسة. على سبيل المثال، يتم مناقشة كيف يمكن للأفراد في الخليج تبني عادات يومية مثل المشي اليومي أو تناول الطعام الطازج لتحسين صحة الجهاز الهضمي والقلبي، مما يقلل من التأثير السلبي للنمط الحياتي الحالي. كما أن هذه الفعاليات تشجع على تبني نهج شامل يجمع بين العلوم والثقافة، ليصبح إطالة العمر الصحي هدفاً واقعياً. في نهاية المطاف، يؤكد د. كرنابي أن التحول نحو نمط حياة أفضل ليس مستحيلاً، بل يمكن تحقيقه من خلال التزام بسيط بالعادات الصحية، مما يعزز الجهود الجماعية في المنطقة لرفع متوسط العمر الصحي وتحقيق حياة أكثر إنتاجية وحيوية. هذا النهج يفتح أبواباً لمستقبل أفضل، حيث يصبح الوقاية أكثر أهمية من العلاج، ويساهم في بناء مجتمعات أكثر صحة ورفاهية.

تعليقات