في قلب الصحراء السعودية، حيث تروي الرمال قصص الإبداع والصمود، ينبعث صوت يدافع عن هوية أصيلة شكلتها التحديات والإنجازات. إنها قصة شعب تحول من بدو يرعون الغنم إلى رواد يقودون العالم نحو المستقبل، محافظين على تراثهم ومبتكرين للحداثة.
السعودي: صمود أمة في وجه التحديات
أيها القارئ الكريم، ما دفعني لكتابة هذه الكلمات ليس البحث عن الشهرة، بل غيرة على وطن لا تهز جباله الرياح ولا تنطفئ أرواح أبنائه. في ظل ما يتردد في المطارات والمجالس من كلمات الجهل والحقد من بعض الأشقاء العرب أو من يدعون العروبة، أجد نفسي مضطراً للرد على تلك الاتهامات التي تظلم شعباً نبيلاً. إن السعودي، الذي يُنظر إليه أحياناً بجهل، هو من كان يرعى الغنم بالأمس وقاد الطائرات والسفن اليوم، يدير الأقمار الصناعية ويشرف على شركات عملاقة، متحدثاً بلغة العلم والتكنولوجيا بفصاحة عربية.
ليعلم الجميع أن السعودي ليس مجرد قصة في التاريخ، بل هو التاريخ نفسه يُكتب بحروف الذهب. جذورنا عميقة في الأرض، ونهضتنا ليست صدفة، بل نتيجة جهد وعزم ورؤية واسعة. شاء الله أن تولد هذه الأمة في الصحراء، حيث تصقل القسوة الرجال ويولد الصبر من الجدب، ومن تلك الرمال انطلقت حضارة تشهد لها السماء والأرض. تحولت الخيام إلى مدن ذكية، والصحراء إلى واحات خضراء من الإبداع، حيث أصبح البدوي مهندساً بارعاً، والفارس عالماً فيزيائياً، والراعي جراحاً عالمياً، والمقاتل صانع سلام للشعوب.
ألم يذهل العالم بإنجازات الطب في المملكة، كما فعل الدكتور عبدالله الربيعة بفصله التوائم؟ ألم تضئ أرامكو العالم بنفطها وخبرتها؟ وماذا عن الشباب السعودي الذي يرفع راية الوطن في الأولمبياد العلمية والمنافسات الروبوتية؟ إن رؤية 2030 أصبحت نموذجاً يُدرّس في الجامعات العالمية، مما يثبت أن السعوديين ليسوا من يفتخرون بالأنساب فقط، بل بالأفعال التي تبني الحاضر والمستقبل. نحن أبناء من بنوا المجد بالعمل، لا بالكلمات، ومن رفعوا رايتهم بالعزيمة، لا بالأحلام.
خرج السعودي من بطن الصحراء ليجعلها منبعاً للنور والحضارة، محافظاً على تراثه بينما يرتدي ثوب التطور. اليوم، نجمع بين الأصالة والحداثة، الإيمان والعلم، الخلق والقيادة. وكما استقبل ولاة أمرنا قادة العالم في الخيمة، فإن ذلك يعكس احترامنا لتاريخنا، ويؤكد أن الخيمة رمز لعزتنا. الآن، نقف أمام العالم نفرض احترامنا بالإنجازات، لا بالمال وحده، بل بالعمل والإبداع. نحن شامخون كنخلة نجد، جذورها في الأرض وثمارها في السماء، لا تهزها العواصف ولا تفتنها الأضواء.
أبناء السعودية: نموذج التقدم والابتكار
لمن يريد معرفة السعودي، فليقرأ تاريخه الحافل، ولمن يحكم عليه، فلينظر إلى حاضره الزاخر بالإنجازات، ولمن ينافسه، فليستعد لمواجهة طموح لا حد له. نحن من تحول من رعاة غنم إلى قادة أمم، من البداوة إلى السيادة، ومن الخيمة إلى قمم الفضاء. في أرض شبه الجزيرة العربية، عاش شعب فوق الرمال فبنى عليها المعجزات، حاملاً القرآن في قلبه، والعلم في يده، والكرامة في جبينه. إن حكاية هذه الأمة لا تعرف النهاية، فهي تستمر في صنع المستقبل بثقة وإصرار.
اليوم، نصبح نموذجاً للعالم في الإدارة والاقتصاد والإتقان، حيث يتخرج الإنسان البسيط كأكاديمي يحمل درجات عالية ويبرمج العالم من قلب الصحراء. حفظ الله ولاة أمرنا، وأدام عز الوطن بلاد الحرمين، وصان شعبنا الأبي من كل سوء وعدو، سواء كان ظاهراً أو خفياً، وحرزنا من الحسد والغيرة. إننا نتقدم بخطى ثابتة، مستلهمين ماضينا لبناء مستقبل أفضل، مؤمنين بأن الإرادة تتحدى الإمكانيات.

تعليقات