ثلاث اتفاقيات لتعزيز التعليم الذكي في جامعة زايد
المقدمة
في عصر الثورة الرقمية، أصبح التعليم الذكي ضرورة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة والابتكار. يشير مصطلح “التعليم الذكي” إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، التعلم الرقمي، والمنصات التفاعلية، لتحسين عملية التعليم والتعلم. في الإمارات العربية المتحدة، تُعد جامعة زايد الأولى، الواقعة في أبوظبي، نموذجًا مشرقًا للتكامل بين التعليم التقليدي والتكنولوجيا. كجزء من استراتيجيتها لتعزيز التعليم الذكي، وقعت الجامعة ثلاث اتفاقيات رئيسية تعزز من قدراتها في هذا المجال. في هذا المقال، سنستعرض هذه الاتفاقيات، مفيدتها، وتأثيرها على المستقبل التعليمي.
الاتفاقية الأولى: شراكة مع جوجل لدمج أدوات الذكاء الاصطناعي في المناهج الدراسية
في عام 2022، وقعت جامعة زايد اتفاقية تعاون مع شركة جوجل لدمج منصاتها التعليمية الرقمية، مثل Google Classroom وأدوات الذكاء الاصطناعي. تهدف هذه الاتفاقية إلى تحويل تجربة الطلاب من خلال توفير أدوات تفاعلية تتيح الوصول إلى المحتوى التعليمي بسهولة، مع استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل أداء الطلاب وتقديم توصيات مخصصة.
تتضمن هذه الشراكة تدريب أعضاء هيئة التدريس على استخدام أدوات جوجل للذكاء الاصطناعي، مثل Google AI، لتصميم دروس تفاعلية تعتمد على التعلم الذاتي. بالإضافة إلى ذلك، سيتم دمج هذه الأدوات في البرامج الدراسية للطلاب، مما يسمح بإجراء دروس افتراضية وتقييمات آلية تعتمد على البيانات. وفقًا لتقرير من وزارة التعليم في الإمارات، يمكن أن يزيد هذا النهج من معدل الاحتفاظ بالمعلومات لدى الطلاب بنسبة تصل إلى 30%.
من الفوائد الرئيسية لهذه الاتفاقية تكمن في تعزيز الوصول إلى التعليم للطلاب عن بعد، خاصة في ظل الجائحة العالمية، مما يجعل التعليم أكثر مرونة وفعالية. كما أنها تساهم في تطوير مهارات الطلاب في مجال التكنولوجيا، مما يؤهلهم لسوق العمل في القرن الـ21.
الاتفاقية الثانية: تعاون مع مايكروسوفت لتطوير البحث العلمي بالذكاء الاصطناعي
أعلنت جامعة زايد في عام 2023 عن اتفاقية مع شركة مايكروسوفت لاستخدام تقنياتها في مجال الذكاء الاصطناعي، مثل Microsoft Azure AI، في مجالات البحث العلمي والتدريس. هدف هذه الاتفاقية هو بناء منصات رقمية متقدمة تسمح بتحليل البيانات العلمية بسرعة ودقة، مما يعزز من جودة البحوث في الجامعة.
في إطار هذه الشراكة، سيتم إنشاء مراكز بحثية مشتركة تستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لمعالجة كم هائل من البيانات، مثل تحليل الكتب العلمية أو التنبؤ بنتائج التجارب. على سبيل المثال، يمكن للطلبة في كلية الهندسة استخدام أدوات Azure لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي لحل مشكلات بيئية، كما فعلت الجامعة في مشاريع سابقة مع نظم التنبؤ بالمناخ.
تعد هذه الاتفاقية خطوة كبيرة نحو تعزيز الابتكار في الجامعة، حيث من المتوقع أن يزيد من عدد المنشورات العلمية بنسبة 25% خلال السنوات الخمس المقبلة، وفقًا لتقديرات الجامعة. كما أنها تفتح فرصًا للشراكات الدولية، مما يجعل جامعة زايد مركزًا إقليميًا للبحث الذكي.
الاتفاقية الثالثة: اتفاقية مع حكومة الإمارات لتطوير المنصات التعليمية الذكية
في نهاية عام 2023، وقعت جامعة زايد اتفاقية مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، من خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، لتطوير منصات تعليمية ذكية تهدف إلى دمج التكنولوجيا في جميع جوانب الحياة الجامعية. تشمل هذه الاتفاقية إنشاء تطبيقات خاصة بالجامعة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوفير خدمات مثل الاستشارات الافتراضية والتقييمات الذاتية.
سيزود هذا التعاون الجامعة بتمويل حكومي لإنشاء منصة رقمية شاملة، تتيح للطلاب الوصول إلى محاضرات مسجلة، ومناقشات تفاعلية، وأدوات تتبع التقدم الدراسي. كما سيتضمن تدريب المعلمين على استخدام تقنيات مثل الروبوتات التعليمية لمساعدة الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة.
يُعد هذا الاتفاق خطوة استراتيجية لتحقيق رؤية الإمارات 2031، حيث يهدف إلى زيادة نسبة الطلاب الذين يستخدمون التكنولوجيا في تعليمهم إلى 80%. الفوائد الرئيسية تشمل تحسين الجودة التعليمية وزيادة الشمولية، خاصة للطلاب في المناطق النائية، مما يعزز من دور الجامعة في بناء مجتمع معرفي.
الخاتمة
تشكل هذه الثلاث اتفاقيات خطوات بارزة في رحلة جامعة زايد نحو تعزيز التعليم الذكي. من خلال الشراكة مع جوجل ومايكروسوفت والحكومة الإماراتية، تتحول الجامعة إلى نموذج إقليمي للابتكار التعليمي، حيث يتم دمج التكنولوجيا لخلق بيئة تعليمية أكثر كفاءة وفعالية. في المستقبل، من المتوقع أن تسهم هذه الاتفاقيات في إعداد جيل من الطلاب قادر على المنافسة عالميًا، مع تحقيق أهداف التنمية المستدامة. إن الاستثمار في التعليم الذكي ليس فقط استثمارًا في التكنولوجيا، بل في مستقبل أجيالنا.

تعليقات