كاثرين كونولي اليسارية تنتخب رئيسة لإيرلندا وسط انتقادات حادة موجهة لإسرائيل.

حققت كاثرين كونولي، المرشحة اليسارية البارزة، فوزاً غير مسبوق في الانتخابات الرئاسية الإيرلندية، حيث ركزت حملتها على الإصلاحات الداخلية لتحسين جودة الحياة، وانتقدت بشكل صريح حرب إسرائيل على قطاع غزة. هذا النهج لاقى استجابة واسعة بين الناخبين الذين يعانون من ارتفاع تكاليف المعيشة وتراجع الخدمات الأساسية، مما عكس حالة من السخط المتزايد تجاه الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.

فوز كاثرين كونولي في الانتخابات الرئاسية

في هذا السياق، اعترفت هيذر همفريز، المنافسة الوحيدة، بهزيمتها وهنأت كونولي على هذا الانتصار الكاسح، رغم استمرار عمليات الفرز الانتخابي. تبلغ كونولي، التي شغلت سابقاً منصب عمدة غالواي والبالغة من العمر 68 عاماً، موقعاً تاريخياً كثالث امرأة تتولى الرئاسة في إيرلندا، خلفاً لماري روبنسون وماري ماكاليس. يمثل فوزها تحولاً واضحاً في المزاج الشعبي، حيث يشير إلى زيادة الإحباط تجاه الحكومة الائتلافية اليمينية الوسطية، على الرغم من الأداء الاقتصادي القوي الذي حققته البلاد مؤخراً. كونولي، التي شغلت منصب نائب رئيس مجلس النواب الإيرلندي منذ انتخابها في عام 2016، استطاعت أن تكسب شعبية واسعة من خلال انتقادها لسياسات الحكومة في مجالات حساسة مثل الإسكان والخدمات الاجتماعية، مما جعل حملتها تجسد صوت الشرائح المهمشة في المجتمع.

من جانب آخر، يُذكر أن دور الرئيس في إيرلندا يبقى شرفياً في معظمه، حيث يركز على تمثيل الجمهورية البرلمانية دون صلاحيات واسعة، ويشبه في ذلك دور العائلة المالكة في بريطانيا، إذ يتمثل مهامه في الرمزية أكثر من التدخل في الشؤون اليومية. رغم كونها مرشحة مستقلة، نجحت كونولي في جمع دعم واسع من معظم الأحزاب اليسارية، بما في ذلك حزب شين فين كأكبر قوة معارضة، إلى جانب الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب العمال. هذا التحالف يعكس قوة التوجهات التقدمية في إيرلندا، خاصة في ظل مواقفها البارزة تجاه القضايا الدولية، حيث دافعت عن القضية الفلسطينية وانتقدت بشجاعة أفعال إسرائيل في حرب غزة. هذه المواقف تتوافق مع توجهات الرأي العام الإيرلندي، الذي يميل إلى دعم الفلسطينيين بشكل كبير، مما ساهم في تعزيز شعبيتها بين الناخبين الذين يبحثون عن قائد يعبر عن قيمهم الأخلاقية والإنسانية.

انتصار المرشحة اليسارية

يُعتبر هذا الفوز خطوة هامة نحو إعادة تشكيل الساحة السياسية الإيرلندية، حيث يبرز الاتجاه نحو تبني سياسات أكثر عدلاً ومساواة. كونولي، بتاريخها الطويل في النشاط العام، قدمت نفسها كقوة دافعة للتغيير، مستهدفة تحسين الخدمات العامة ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تهدد الطبقات الوسطى والفقيرة. في الواقع، جاء فوزها نتيجة لجهودها في كشف الفجوات في نظام الرعاية الصحية والتعليم، بالإضافة إلى دعوتها لإصلاحات جذرية في سياسات الهجرة والمساواة الاجتماعية. هذا الانتصار ليس مجرد تغيير في القيادة، بل يمثل استجابة لاحتياجات الشعب الإيرلندي الذي يطالب بمزيد من الشفافية والعدالة في الحكم. مع استمرار مسيرتها، من المتوقع أن تكون كونولي محركاً لمناقشات حول قضايا عالمية مثل حقوق الإنسان والسلام، مستفيدة من موقعها لتعزيز الدبلوماسية الإيرلندية في الساحة الدولية. في النهاية، يعكس هذا الحدث التطور الديمقراطي في إيرلندا، حيث يؤكد أن الشعوب قادرة على إحداث تغيير من خلال صناديق الاقتراع، مما يفتح الباب لعصور جديدة من الإصلاح والتجديد في البلاد.