يُعتبر الفطور أحد أهم الوجبات اليومية التي تلعب دوراً حاسماً في دعم صحة الجسم والعقل. في السنوات الأخيرة، أشارت العديد من الدراسات إلى أن عدم الشعور بالجوع عند الاستيقاظ قد يكون دليلاً على اختلال في العادات الغذائية أو وجود مشكلات صحية أو نفسية تحتاج إلى تدخل فوري. هذا الوضع يمكن أن يؤدي إلى اختلال مستويات السكر في الدم، مما يزيد من الرغبة في تناول الأطعمة غير الصحية مثل السكريات والوجبات السريعة، وبالتالي تأثير سلبي على الوزن والصحة العامة.
أهمية الفطور لاستقرار الجسم
تشير آراء خبراء التغذية، مثل ناتالي بوروز، إلى أن الاعتماد على القهوة كبديل عن وجبة الصباح يمكن أن يكون ضاراً، حيث يحفز الكافيين إفراز هرمونات مثل الأدرينالين دون تقديم طاقة حقيقية للخلايا. ومن ثم، يُوصى بتأخير تناول القهوة حتى بعد الانتهاء من الفطور للحفاظ على توازن هرموني الأدرينالين والكورتيزول، مما يساعد في تقليل التوتر وتنظيم الساعة البيولوجية. دراسة إسبانية حديثة نشرت في يناير 2025 أكدت أن الفطور يجب أن يشكل نسبة 20-30% من إجمالي السعرات الحرارية اليومية، أي حوالي 400-600 سعرة حرارية للنساء و500-750 للرجال، خاصة لمن يسعون لفقدان الوزن، حيث يعزز الشعور بالشبع ويقلل من الاستعانة بالوجبات غير المفيدة. كما كشفت دراسة أخرى في فبراير 2025، شملت أكثر من 5000 مشارك، أن تناول الفطور قبل الساعة التاسعة صباحاً يقلل من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 28%، مقارنة بمن يتأخرون في تناوله أو يتخطونه.
فوائد وجبة الصباح على التوازن الهرموني
أما كارا روز، المتخصصة في التغذية، فتؤكد أن فقدان الشهية في الصباح قد يرجع إلى ارتفاع مستويات هرمون التوتر، الكورتيزول، الذي يثبط الرغبة في الأكل مؤقتاً، مما يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية. لمواجهة ذلك، تقترح تناول مشروبات دافئة مثل الماء مع الزنجبيل والليمون لتحفيز وظائف الكبد وتقليل هذه المستويات، بالإضافة إلى ممارسة تمارين التنفس العميق لتعزيز الاسترخاء. في الواقع، خلال فترة النوم، يستهلك الجسم مخزونه من الجلوكوز، ومع نفاد هذا المخزون، يفرز الكورتيزول للحفاظ على توازن السكر، لكنه قد يتداخل مع هرمون الميلاتونين، مما يؤخر الشعور بالجوع. ومع ذلك، ليس كل حالات تخطي الفطور سلبية؛ فبحسب بوروز، في بعض الأنظمة الغذائية مثل المتوسطية، يمكن الاعتماد على وجبات خفيفة متأخرة أو خفيفة، حيث تبطئ عملية إفراغ المعدة وتحافظ على الشعور بالامتلاء. رغم ذلك، يحذر الخبراء من جعل هذا عادة بسبب التوتر أو القهوة، لأن ذلك قد يؤدي إلى عادات غذائية غير صحية وزيادة المخاطر الصحية على المدى البعيد. في الختام، يظل الفطور مفتاحاً لصحة متوازنة، حيث يدعم الطاقة اليومية ويحمي من الكثير من المشكلات، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من روتين حياة صحي.

تعليقات