تسعى الإدارة الأمريكية، برئاسة دونالد ترامب، إلى تعزيز العلاقات التجارية مع العراق، حيث تعد هذه الخطوة أولوية رئيسية في سياستها الخارجية تجاه بغداد. هذا التوجه يعتمد على نزع سلاح الفصائل المسلحة في العراق، وهو ما يحظى بدعم من الحكومة العراقية برئاسة محمد شياع السوداني، كجزء من جهود لتحقيق الاستقرار والتنمية. ومع ذلك، فإن التحديات الأمنية والسياسية تبقى حاضرة، حيث أظهرت زيارة قائد فيلق القدس الإيراني إلى العراق تعقيدات هذا المسار، إذ أكدت على ضرورة التوازن بين المصالح الاقتصادية والأمنية.
تعزيز التجارة مع العراق
في ظل هذا السياق، تعمل Washington على بناء شراكات تجارية قوية مع بغداد، مع التركيز على جذب الاستثمارات الأمريكية التي تقدم تكنولوجيا حديثة وفرص عمل، مما يساهم في تعزيز الاقتصاد العراقي وتحسين الشفافية. الحكومة العراقية ترى في هذه التعاونات فرصة للنهوض بالبنية التحتية والأمن الداخلي، خاصة مع توقف الهجمات على القواعد الأمريكية، الذي يعكس تحولًا في سلوك الفصائل المسلحة نحو حسابات أكثر دقة، مدفوعة بالمصالح السياسية والاقتصادية. هذا التحول يأتي بعد سنوات من التوترات، حيث كانت الهجمات سابقًا أداة ضغط في الصراع بين الولايات المتحدة وإيران، لكنه الآن يتحول إلى مسار يركز على التهدئة والاستقرار المشترك.
توسيع التبادل الاقتصادي
وبالرغم من التحديات، فقد أدت الاجتماعات بين قادة الفصائل المسلحة وقائد فيلق القدس إلى التوصل إلى تفاهم مبدئي لمناقشة خيارات نزع السلاح، مع ضمان عدم استخدامه إلا في حالات الدفاع عن العراق. إيران، من جانبها، أعربت عن عدم معارضة للانفتاح الاقتصادي بين العراق والولايات المتحدة، مشجعة الفصائل على الانخراط في العملية السياسية عوضًا عن التصعيد. هذا النهج يعزز فرص الاستثمار الأمريكي في قطاعات مثل الطاقة والتكنولوجيا، مما يساعد العراق على الخروج من سنوات الاضطرابات وتحقيق نمو مستدام. في الوقت نفسه، تعمل الحكومة العراقية على تعزيز الشفافية وضمان أن يصبح الاقتصاد أكثر جاذبية للشركات الأجنبية، خاصة في ظل التحولات الأمنية التي قلصت من التوترات. نتيجة لذلك، أصبحت الفصائل المسلحة أكثر حذرًا، مما يفتح الباب لمفاوضات مستقبلية تهدف إلى دمجها في الإطار الوطني، بدلاً من العمل كقوى معزولة. هذا التقارب يمكن أن يؤدي إلى زيادة الإيرادات والفرص الاقتصادية، مما يدعم الاستقرار الطويل الأمد في المنطقة، حيث يركز الجميع الآن على بناء علاقات تعاونية تتجاوز الخلافات السابقة. بالإضافة إلى ذلك، فإن الجهود لتحسين البنية التحتية عبر الاستثمارات الأمريكية ستساهم في تقليل البطالة وتعزيز التعليم والصحة، مما يعزز من تماسك المجتمع العراقي. في النهاية، يمثل هذا التحول خطوة حاسمة نحو مستقبل أكثر أمنًا واقتصاديًا، حيث يتزامن مع رغبة العراق في الاندماج في الاقتصاد العالمي.

تعليقات