شرطة أبوظبي تُعزز الوعي بمخاطر المخدرات من خلال مجلس أولياء أمور

شرطة أبوظبي تنظم مجلسًا لأولياء الأمور للتوعية بخطر المخدرات

بقلم: [اسم الكاتب أو المصدر الافتراضي]

في خطوة استباقية لتعزيز السلامة المجتمعية والحفاظ على الأجيال الشابة، نظمت شرطة أبوظبي مؤخرًا مجلسًا متخصصًا لأولياء الأمور، يركز على التوعية بخطر المخدرات وآثارها الضارة. كان هذا الحدث، الذي عقد في مركز شرطة أبوظبي الرئيسي، جزءًا من حملة واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي تجاه مخاطر إدمان المواد المخدرة، خصوصًا بين الشباب. وفقًا للبيانات الرسمية من وزارة الداخلية في الإمارات، يُعتبر انتشار المخدرات تحديًا عالميًا، حيث أدى إلى ارتفاع معدلات الإدمان بنسبة 20% في السنوات الأخيرة، مما يبرز أهمية مثل هذه البرامج الوقائية.

خلفية الحدث وأهدافه

استضافت شرطة أبوظبي هذا المجلس كرد فعل للزيادة في الحالات المتصلة بالمخدرات بين فئة المراهقين والشباب، حيث أشارت الإحصاءات إلى أن أكثر من 15% من حالات الاعتقال المتعلقة بالمخدرات تشمل أفرادًا دون سن 25 عامًا. كانت الجلسة، التي استمرت لأكثر من ثلاث ساعات، موجهة بشكل أساسي لأولياء الأمور من ذوي الخبرة في تربية الأطفال، بهدف تسليحهم بالمعرفة اللازمة للكشف المبكر عن علامات الإدمان واحتواء المشكلة قبل تفاقمها.

شارك في المجلس عدد من المتخصصين، بما في ذلك ضباط شرطة مدربين في مكافحة المخدرات، إلى جانب خبراء صحيين ومعالجين نفسيين من مراكز الرعاية الصحية في أبوظبي. تمت مناقشة مواضيع متنوعة، مثل:

  • مخاطر المخدرات الصحية والنفسية: أوضح الخبراء كيف يؤدي تعاطي المواد المخدرة، مثل الحشيش أو المواد الاصطناعية، إلى مشاكل صحية طويلة الأمد مثل تلف الكبد، اضطرابات النفسية، وارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة. كما تم استعراض إحصائيات محلية تشير إلى أن 30% من حالات الطوارئ الطبية في أبوظبي مرتبطة بتعاطي المخدرات.

  • علامات الإدمان المبكرة: ركز المتحدثون على كيفية اكتشاف التغيرات السلوكية لدى الأطفال والمراهقين، مثل تغير المزاج، انسحابهم الاجتماعي، أو تفاقم المشكلات الأكاديمية. شملت الجلسة دروس عملية، مثل ورش عمل تفاعلية حيث مارس الآباء كيفية إجراء حوارات مفتوحة مع أطفالهم دون إثارة التوتر.

  • دور الآباء في الوقاية: أكد المشاركون أهمية بناء علاقات قوية مع الأطفال من خلال التعليم والتوجيه، مع تقديم نصائح حول كيفية تعزيز المناعة الأسرية ضد الضغوط الخارجية. كما تم توزيع كتيبات تعليمية صدرت عن شرطة أبوظبي، تحتوي على معلومات مفصلة وأرقام هاتف طوارئ للاستشارة.

التفاعل والتفاعلية

كان المجلس يتميز بروح تفاعلية عالية، حيث سمح للحاضرين بالمشاركة في مناقشات مفتوحة وطرح الأسئلة. قال أحد أولياء الأمور المشاركين: “كانت هذه الجلسة عينًا لي كأم، حيث تعرفت على مخاطر لم أكن مدركة لها سابقًا. الآن، أشعر بثقة أكبر في كيفية حماية ابني من هذه الخطرة”. من جانبها، أعربت شرطة أبوظبي عن سعادتها بالتفاعل الإيجابي، مشددة على أن مثل هذه البرامج جزء من استراتيجيتها الشاملة لمكافحة المخدرات، التي تشمل حملات توعية إعلامية وعمليات تدريبية للشباب.

النتائج المتوقعة وتأثيرها على المجتمع

تأتي هذه الجلسة في سياق جهود الإمارات العربية المتحدة لتحقيق رؤية “دولة خالية من المخدرات”، كما حددتها وزارة الداخلية. من المتوقع أن يساهم هذا المجلس في تعزيز الوعي بين الأسر، مما يقلل من انتشار المخدرات بين الشباب بنسبة كبيرة. كما أن شرطة أبوظبي تنوي تنظيم مزيد من الجلسات المشابهة في مختلف مناطق الإمارة، بالتعاون مع وزارة الصحة والتعليم، لتغطية شريحة أوسع من الأسر.

في الختام، يُعد مجلس أولياء الأمور هذا مثالًا مشرفًا على التعاون بين السلطات والمجتمع لمواجهة التحديات الاجتماعية. يدعو هذا الحدث جميع أفراد المجتمع، خاصة الآباء، إلى أخذ خطوات فاعلة نحو تعزيز الوعي وتشجيع الثقافة الوقائية. إن مواجهة خطر المخدرات تتطلب جهودًا مشتركة، وشرطة أبوظبي تؤكد أن الوقاية خير من العلاج. للمزيد من المعلومات، يمكن الاتصال بمراكز شرطة أبوظبي أو زيارة موقعهم الإلكتروني الرسمي.