إسرائيل تنتهك الاتفاقية في غزة مما يتسبب بقتلى ويعمق الحصار والتجويع.

بالرغم من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، إلا أن التوترات تتصاعد بسبب الاتهامات المتبادلة بين الأطراف المعنية. حركة حماس تؤكد أن إسرائيل تستمر في ارتكاب عمليات عسكرية وفرض حصار شديد، مما يعيق وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى السكان. هذه الانتهاكات، وفقًا للتصريحات الرسمية، تشمل منع آلاف الشاحنات من دخول القطاع يوميًا، وتقييد أنواع المواد الغذائية والطبية، مما يفاقم معاناة المدنيين في ظل الظروف الإنسانية الصعبة.

انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

في سلسلة من التطورات، أشار المتحدث باسم حماس إلى أن إسرائيل تقترف خروقات واضحة لبنود الاتفاق، حيث تمنع دخول كميات كبيرة من المساعدات، بما في ذلك الطعام والإمدادات الطبية. على سبيل المثال، أفادت تقارير إعلامية بأن حوالي 600 شاحنة يتم منعها يوميًا، مع التركيز على حظر مواد مثل الدجاج واللحوم، والاكتفاء ببعض أنواع المعلبات فقط. كما أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتوظيف اللاجئين (الأونروا) أن شاحنات محملة بمواد الإيواء والملابس الشتوية تم رفض دخولها، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء الذي يزيد من حاجة العائلات النازحة إلى الدفء والمأوى. هذه الإجراءات لم تقتصر على القطاع الغذائي، بل امتدت إلى مجال الصحة، حيث تشير التقارير إلى تأثيرها على قدرة المستشفيات على التعامل مع الإصابات.

خرق اتفاقية الهدنة وتداعياتها

مع استمرار هذه الانتهاكات، أعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الضحايا الناتج عن العدوان الإسرائيلي إلى أكثر من 68,519 قتيلاً و170,382 جريحاً منذ مطلع أكتوبر 2023. في الـ24 ساعة الماضية وحدها، تم تسجيل 19 حالة وفاة، بينها أربعة أشخاص قتلهم غارات إسرائيلية، إضافة إلى سبع إصابات جديدة. كما كشفت الوزارة أن القوات الإسرائيلية قتلت 93 فلسطينياً وأصابت 324 آخرين منذ بدء تنفيذ الاتفاق، مع انتشال فرق الإسعاف 464 جثماناً إضافياً، وإضافة 220 حالة إلى الإحصاءات التراكمية بعد التحقق منها. هذه الأرقام تكشف عن واقع مرير، حيث يستمر الدمار في الأحياء السكنية، خاصة في المناطق الشرقية من غزة، من خلال عمليات النسف والتدمير التي تجريها القوات الإسرائيلية. حركة حماس وصفت هذه الأفعال بأنها انتهاك صارخ لروح ونصوص الاتفاق، مطالبة الوسطاء الدوليين بالتدخل لفرض الالتزام به.

في الوقت نفسه، يؤدي هذا الوضع إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الموارد الأساسية مثل الطعام والدواء والمأوى. الانتهاكات لا تقتصر على الجانب العسكري، بل تشمل أيضًا الضغط على المنظمات الدولية لتقديم المساعدات، مما يعزز من حالة اليأس بين المدنيين. وفقًا للمراقبين، يمكن أن تؤدي هذه الخروقات إلى تفاقم الصراع إذا لم تتخذ خطوات فورية للالتزام بالاتفاق. في السياق نفسه، تشير التقارير إلى أن عمليات الدمار المستمرة تهدد البنية التحتية للقطاع، مما يجعل من الضروري إعادة النظر في آليات التنفيذ لضمان وقف حقيقي للعنف. هذه التطورات تبرز الحاجة الملحة إلى جهود دولية مشتركة لإنهاء الانتهاكات وضمان وصول المساعدات بشكل غير مقيد، من أجل تخفيف معاناة السكان وتعزيز فرص السلام في المنطقة.